صفحة رقم ١٦٢
قال فلما جلست بين يديه قلت : يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله فقال رسول الله ( ﷺ ) ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) قال فقلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر قال وقلت يا رسول الله إن الله إن أنجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقاً ما بقيت قال فوالله ما علمت أن أحداً من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله ( ﷺ ) أحسن مما أبلاني الله، والله ما تعمدت كذبه منذ قلت ذلك لرسول الله ( ﷺ ) إلى يومي هذا وإني لأجروا أن يحفظني الله فيما بقي قال فأنزل الله عز وجل لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة حتى بلغ أنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت حتى بلغ اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال كعب : والله ما أنعم الله عليهم الأرض بما رحبت حتى بلغ اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال كعب : والله ما أنعم الله عليهم الأرض بما رحبت حتى بلغ اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال كعب : والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله ( ﷺ ) أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا إن الله عز وجل قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد فقال الله سبحانه وتعالى : سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين قال كعب : كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله ( ﷺ ) حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله ( ﷺ ) أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه فبذلك قال الله عز وجل : وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي ذكر مما خلفنا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه وفي رواية ونهى النبي ( ﷺ ) عن كلامي وكلام صاحبي ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا فاجتنب الناس كلامنا فلبثت كذلك حتى طال علي الأمر فما من شيء أهم إلي من أن أموت فلا يصلي علي النبي ( ﷺ ) أو يموت رسول الله ( ﷺ ) فأكون من الناس بتلك المنزلة فلا يكلمني أحد منهم ولا يصلي علي ولا يسلم علي قال : وأنزل الله عز وجل توبتنا على نبيه ( ﷺ ) حين بقي الثلث الأخير من الليل ورسول الله ( ﷺ ) عند أم سلمة.
وكانت أم سلمة محسنة في شأني معتنية بأمري فقال رسول الله ( ﷺ ) :( يا أم سلمة تيب على كعب بن مالك قالت : أفلا أرسل إليه فأبشره قال : إذا يحطمكم الناغس فيمنعونكم النوم سائر الليل حتى إذا صلى رسول الله ( ﷺ ) صلاة الفجر آذن رسول الله ( ﷺ ) بتوبة الله علينا ) أخرجه البخاري ومسلم.
( شرح غريب هذا الحديث )
قوله حسن تواثقنا على الإسلام : التواثق تفاعل من الميثاق وهو العهد.
والراحلة : الجمل أو


الصفحة التالية
Icon