صفحة رقم ١٧٣
والحدود والأحكام.
فعيل : بمعنى مفعول.
وقيل : الحكيم بمعنى الحاكم فعيل بمعنى فاعل لأن القرآن حاكم يميز بين الحق والباطل ويفصل الحلال من الحرام.
وقيل : حكيم بمعنى المحكوم فيه فيعمل بمعنى مفعول.
قال الحسن : حكم فيه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى.
وقيل : إن الحكيم هو الذي يفعل الحكمة والصواب فمن حيث إنه يدل على الأحكام صار كأنه هو الحكيم في نفسه.
يونس :( ٢ - ٤ ) أكان للناس عجبا...
" أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون " ( قوله سبحانه وتعالى :( أكان للناس عجباً ( قال ابن عباس : سبب نزول هذه الآية أن الله عز وجل لما بعث محمداً ( ﷺ ) رسولاً أنكرت العرب ذلك ومن أنكر منهم قال : الله أعظم من أن يكون له رسول بشر مثل محمد فقال الله سبحانه وتعالى :( أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم ( وقال سبحانه وتعالى :( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً ( " الآية والهمزة في أكان همزة استفهام ومعناه الإنكار والتوبيخ والمعنى لا يكون ذلك عجباً ) أن أوحينا إلى رجل منهم ( والعجب حالة تعتري الإنسان من رؤية شيء على خلاف العادة.
وقيل : العجب حالة تعتري الإنسان عند الجهل بسبب الشيء ولهذا قال بعض الحكماء : العجب ما لا يعرف سببه والمراد بالناس هنا أهل مكة وبالرجل محمد ( ﷺ ) منهم يعني من أهل مكة من قريش يعرفون نسبه وصدقه وأمانته ) أن أنذر الناس ( يعني خوفهم بعقاب الله تعالى إن أصروا على الكفر والمخالفة والإنذار إخبار مع تخويف كما أن البشارة إخبار مع سرور وهو قوله سبحانه وتعالى :( وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ( اختلفت عبارات المفسرين وأهل اللغة في معنى قدم صدق.
فقال ابن عباس : أجراً حسناً بما قدموا من أعمالم.
وقال الضحاك : ثواب صدق.
وقال مجاهد : الأعمال الصالحة صلاتهم وصومهم وصدقتهم وتسبيحهم.
وقال الحسن : عمل صالح أسلفوه يقدمون عليه.
وفي رواية أخرى عن ابن عباس أنه قال : سبقت لهم السعادة في الذكر الأول يعني في اللوح المحفوظ.
وقال زيد بن اسلم : هو شفاعة محمد ( ﷺ ) وهو قول قتادة.
وقيل : لهم منزلة رفيعة عند ربهم وأضيف القدم إلى الصدق وهو نعته كقوله مسجد الجامع وصلاة الأولى وحب الحصيد والفائدة في هذه الإضافة التنبيه على زيادة الفضل ومدح القدم لأن كل شيء أضيف إلى الصدق فهو ممدوح ومثله في مقعد صدق، وقال أبو عبيدة : كل سابق في خير أو شر فهو عند العرب قدم.
يقال : لفلان قدم في الإسلام وقدم في الخير ولفلان عندي قدم صدق وقدم سوء.
قال حسان بن ثابت :
لنا القدم العليا إليك وخلفنا
لأولنا في طاعة الله تابع
وقال الليث وأبو الهيثم القدم السابق والمعنى أنه قد سبق لهم عند الله خير قال ذو الرمة :
وأنت امرؤ من أهل بيت ذؤابة
لهم قدم معروفة ومفاخر
والسبب في إطلاق لفظ القدم على هذه المعاني أن السعي والسبق لا يحصل إلا بالقدم فسمى المسبب باسم السبب كما سميت النعمة يداً لأنها تعطى باليد.
وقال ذو الرمة :
لكم قدم لا ينكر الناس أنها مع الحسب العادي طمت على البحر
معناه لكم سابقة عظيمة لا ينكرها الناس وقال آخر.
صل لذي العرش واتخذ قدماً
تنجيك يوم العثار والزلل
وقوله سبحانه وتعالى :( قال الكافرون إن هذا لساحر مبين ( وقرئ : لساحر مبين وفيه


الصفحة التالية
Icon