صفحة رقم ٢١٨
حلو المنظر وكان يلقى رسول الله ( ﷺ ) بما يجب وينطوي بقلبه على ما يكره فنزلت ألا إنهم يثنون صدورهم يعني يخفون ما في صدورهم من الشحناء والعداوة من ثنيت الثوب إذا طويته.
وقال عبد الله بن شداد بن الهاد : نزلت في بعض المنافقين كان إذا مر برسول الله ( ﷺ ) ثنى صدره وظهره وطأطأ رأسه وغطى وجهه كي لا يراه رسول الله ( ﷺ ).
وقال قتادة : كانوا يحنون صدورهم كي لا يسمعوا كتاب الله تعالى ولا ذكره وقيل كان الرجل من الكفار يدخل بيته ويرخي ستره ويحني ظهره ويتغشى بثوبه ويقول هل يعلم الله ما في قلبي، وقال السدي : يثنون صدورهم أي يعرضون بقلوبهم من قولهم ثنيت عناني ) ليستخفوا منه ( يعني من رسول الله ( ﷺ ) وقال مجاهد من الله عز وجل إن استطاعوا ) ألا حين يستغشون ثيابهم ( يعني يغطون رؤوسهم بثيابهم ) يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور ( ومعنى الآية على ما قاله الأزهري : إن الذين أضمروا عداوة رسول الله ( ﷺ ) لا يخفى علينا حالهم في كل حال وقد نقل عن ابن عباس غير هذا التفسير وهو ما أخرجه البخاري في إفراده عن محمد بن عياش بن جعفر المخزومي أنه سمع ابن عباس يقرأ : ألا إنهم يثنون صدورهم، قال : فسألته عنها فقال كل أناس يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء.
هود :( ٦ - ٧ ) وما من دابة...
" وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " ( وقوله سبحانه وتعالى :( وما من دابة في الأرض ( الدابة اسم لكل حيوان دب على وجه الأرض وأطلق لفظ الدابة على كل ذي أربع من الحيوان على سبيل العرف والمراد منه الإطلاق فيدخل الآدمي وغيره من جميع الحيوانات ) إلا على الله رزقها ( يعني هو المتكفل برزقها فضلاً منه لا على سبيل الوجوب فهو إلى مشيئته إن شاء رزق وإن شاء لم يرزق وقيل إن لفظة على بمعنى أي من الله رزقها وقال مجاهد ما جاءها من رزق فمن الله وربما لم يرزقها فتموت جوعاً ) ويعلم مستقرها ومستودعها ( قال ابن عباس : مستقرها المكان الذي تأوي في ليل أو نهار ومستودعها المكان الذي تدفن فيه بعد الموت، وقال ابن مسعود : مستقرها أرحام الأمهات والمستودع المكان الذي تموت فيه وقيل المستقر الجنة أو النار والمستودع القبر ) كل في كتاب مبين ( أي كل ذلك مثبت في اللوح المحفوظ قبل خلقها قوله عز وجل :( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ( يعني قبل خلق السموات والأرض قال كعب خلق الله ياقوتة خضراء ثم نظر إليها بالهيبة فصارت


الصفحة التالية
Icon