صفحة رقم ٢٢٠
المحذوف قوله تعالى :( وكان عرشه على الماء ( وحكي عن بعضهم في العمى المقصور أنه قال هو كل أمر لا يدركه الفطن، وقال الأزهري : قال أبو عبيد إنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم وإلا فلا ندري كيف كان ذلك العماء قال الأزهري : فنحن نؤمن به ولا نكيف صفته ( م ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ( كتب الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) وفي رواية ( فرغ الله من المقادير وأمور الدنيا قبل أن يخلق السموات والأرض وكان عرشه على الماء بخمسين ألف سنة ) قوله فرغ يريد إتمام خلق المقادير لا أنه كان مشغولاً ففرغ منه لأن الله سبحانه وتعالى لا يشغله شأن عن شأن فإنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.
قوله سبحانه وتعالى :( ليبلوكم ( يعني ليختبركم وهو أعلم بكم منكم ) أيكم أحسن عملاً ( يعني بطاعة الله وأورع عن محارم الله ) ولئن قلت ( يعني ولئن قلت يا محمد لهؤلاء الكفار من قومك ) إنكم مبعوثون من بعد الموت ( يعني للحساب والجزاء ) ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ( يعنون القرآن.
هود :( ٨ - ١٢ ) ولئن أخرنا عنهم...
" ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل " ( ) ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ( يعني إلى أجل محدود وأصل الأمة في اللغة الجماعة من الناس فكأنه قال سبحانه وتعالى إلى انقراض أمة ومجيء أمة أخرى ) ليقولن ما يحبسه ( يعني : أي شيء يحبس العذاب وإنما يقولون ذلك استعجالاً بالعذاب واستهزاء يعنون أنه ليس بشي قال الله عز وجل :( ألا يوم يأتيهم ( يعني العذاب ) ليس مصروفاً عنهم ( أي لا يصرفه عنهم شيء ) وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ( يعني ونزل بهم وبال استهزائهم.
قوله سبحانه وتعالى :( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ( يعني : رخاء وسعة في الرزق والعيش وبسطنا عليه من الدنيا ) ثم نزعناها منه ( يعني سلبناه ذلك كله وأصابته المصائب فاجتاحته وذهبت به ) إنه ليؤوس كفور ( يعني يظل قانطاً من رحمة الله آيساً من كل خير كفور أي جحود لنعمتنا عليه أولاً قليل الشكر لربه قال بعضهم : يا ابن آدم إذا كانت بك نعمة من الله من أمن وسعة وعافية فاشكرها ولا تجحدها فإن نزعت عنك فينبغي لك أن تصبر ولا تيأس من رحمة الله فإنه العواد على عباده بالخير وهو قوله سبحانه وتعالى :( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ( يعني ولئن نحن أنعمنا على الإنسان وبسطنا عليه من العيش ) ليقولن ( يعني الذي أصابه الخير والسعة ) ذهب السيئات عني ( يعني ذهب الشدائد والعسر والضيق وإنما قال ذلك غرة بالله عز وجل وجرأة عليه لأنه لم يضف الأشياء كلها إلى الله وإنما أضافها إلى العوائد فهلذا ذمه الله تعالى فقال ) إنه لفرح فخور ( أي إنه أشر بطر والفرح لذة تحصل في القلب بنيل المراد والمشتهى والفخر هو التطاول على الناس بتعديد المناقب وذلك منهي عنه ثم استثنى فقال تبارك وتعالى :( إلا الذين صبروا، وعملوا الصالحات ( قال الفراء : هذا استثناء منقطع معناه لكن الذين صبروا وعملوا الصالحات فإنهم ليسوا كذلك فإنهم إن نالتهم شدة صبروا وإن نالتهم نعمة شكروا عليها ) أولئك ( يعني من هذه صفتهم ) لهم مغفرة ( يعني لذنوبهم ) وأجر كبير ( يعني الجنة.
قوله عز وجل :( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك (