صفحة رقم ٢٢٥
قال سعيد بن جبير : ما بلغني حديث عن رسول الله ( ﷺ ) على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله عز وجل حتى بلغني هذا الحديث لا يسمع بي أحد من هذه الأمة الحديث، قال سعيد : فقلت أين هذا في كتاب الله حتى أتيت على هذه الآية ) ومن قبله كتاب موسى ( إلى قوله سبحانه وتعالى :( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ( قال فالأحزاب أهل الملل كلها ثم قال سبحانه وتعالى :( فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ( فيه قولان أحدهما أن معناه فلا تك في شك من صحة هذا الدين ومن كون القرآن نازلاً من عند الله فعلى هذا القول يكون متعلقاً بما قبله من قوله تعالى :( أم يقولون افتراه ( والقول الثاني : إنه راجع إلى قوله ) ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ( يعني فلا تك في شك من أن النار موعد من كفر من الأحزاب والخطاب في قوله ) فلا تك في مرية ( للنبي ( ﷺ ) والمراد به غيره لأن النبي ( ﷺ ) لم يشك قط ويعضد هذا القول سياق الآية وهو قوله سبحانه وتعالى :( ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ( يعني لا يصدقون بما أوحينا إليك أو من أن موعد الكفار النار.
هود :( ١٨ - ٢٠ ) ومن أظلم ممن...
" ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون " ( قوله عز وجل :( ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ( يعني أي الناس أشد تعدياً ممن اختلق على الله كذباً فكذب عليه وزعم أن له شريكاً أو ولداً وفي الآية دليل على أن الكذب على الله من أعظم أنواع الظلم لأن قوله تعالى :( ومن أظلم ممن أفترى على الله كذباً ( ورد في معرض المبالغة ) أولئك ( يعني المفترين على الكذب ) يعرضون على ربهم ( يعني يوم القيامة فيسألهم عن أعمالهم في الدنيا ) ويقول الأشهاد ( يعني الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم، قاله مجاهد وقال ابن عباس : هم الأنبياء والرسل وبه قال الضحاك وقال قتادة : الأشهاد الخلق كلهم ) هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ( يعني : في الدنيا وهذه الفضيحة تكون في الآخرة لكل من كذب على الله ) ألا لعنة الله على الظالمين ( يعني يقول الله ذلك يوم القيامة فيلعنهم ويطردهم من رحمته
( ق ).
عن صفوان بن محرز المازني قال : بينما ابن عمر يطوف بالبيت إذ عرض له رجل فقال يا أبا عبد الرحمن أخبرني ما سمعت من رسول الله ( ﷺ ) في النجوى قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ( يدنو المؤمن من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا وكذا فيقول أعرب رب أعرف مرتين فيقول سترتها عليه في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته ) وفي رواية ( ثم تطوى صحيفة حسناته ) وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد وفي رواية ( فينادى بهم على رؤوس الأشهاد من الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) قوله سبحانه وتعالى :( الذين يصدون عن سبيل الله ( هذه الآية متصلة بما قبلها والمعنى ألا لعنة الله على الظالمين ثم وصفهم فقال الذين يصدون عن سبيل الله يعني يمنعون الناس من الدخول في دين الله الذي هو دين الإسلام ) ويبغونها عوجاً ( يعني ويطلبون إلقاء الشبهات في قلوب الناس وتعويج الدلائل الدالة على صحة دين الإسلام ) وهم بالآخرة هم كافرون ( يعني وهم مع صدهم عن سبيل الله يجحدون البعث بعد الموت وينكرونه ) أولئك ( يعني من هذه صفتهم ) لم يكونوا معجزين في الأرض ( قال ابن عباس يعني سابقين وقيل هاربين وقيل فائتين في الأرض والمعنى أنهم لا يعجزون الله إذا أرادهم بالعذاب والانتقام منهم ولكنهم في قبضته وملكه لا يقدرون على الامتناع منه إذا طلبهم ) وما كان لهم من دون الله من أولياء ( يعني وما كان لهؤلاء المشركين