صفحة رقم ٢٤٦
ما لقي لوط بسببهم.
هود :( ٨١ - ٨٢ ) قالوا يا لوط...
" قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود " ( ) قالوا يا لوط ( ركنك شديد ) إنا رسل ربك لن يصلوا إليك ( يعني بمكروه فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب فدخلوا فاستأذن جبريل عليه السلام ربه عز وجل في عقوبتهم فأذن له فتحول إلى صورته التي يكون فيها ونشر جناحية وعليه وشاح من در منظوم وهو براق الثنايا أجلى الجبين ورأسه حبك مثل المرجان كأنه كالثلج بياضاً وقدماه إلى الخضرة فضرب بجناحية وجوههم فطمس أعينهم وأعماهم فصاروا لا يعرفون الطريق ولا يهتدون إلى بيوتهم فانصرفوا وهم يقولون النجاء النجاء في بيت لوط أسحر قوم في الأرض قد سحرونا وجعلوا يقولون يا لوط كما أنت حتى تصبح وسترى ما تلقى منا غداً يوعدونه بذلك ) فأسر بأهلك ( يعني ببيتك ) بقطع من الليل ( قال ابن عباس : بطائفة من الليل، وقال الضحاك : لبقية من الليل، وقال قتادة : بعد مضي أوله وقيل أنه السحر الأول ) ولا يلتفت منكم أحد ( يعني ولا يلتفت منكم أحد إلى ورائه ولا ينظر إلى خلفه ) إلا امرأتك ( فإنها من الملتفتات فتهلك مع من هلك من قومها وهو قوله سبحانه وتعالى :( إنه مصيبها ما أصابهم ( فقال لوط : متى يكون هذا العذاب قالوا ) إن موعدهم الصبح ( قال لوط إنه بعيد أريد أسرع من ذلك فقالوا له ) أليس الصبح بقريب ( فلما خرج لوط من قريته أخذ أهله معه وأمرهم ألا يلتفت منهم أحد فقبلوا منه إلا امرأته فإنها لما سمعت هذه العذاب وهو نازل بهم التفتت وصاحت وا قوماه فأخذتها حجارة فأهلكتها معهم ) فلما جاء أمرنا ( يعني أمرنا بالعذاب ) جعلنا عاليها سافلها ( وذلك أن جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط وهي خمس مدائن أكبرها سدوم وهي المؤتفكات المذكورة في سورة براءة ويقال كان فيها أربعمائة ألف وقيل أربعة آلاف ألف فرفع جبريل المدائن كلها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب لم يكفأ لهم إناء ولم ينتبه لهم نائم ثم قلبها فجعل عاليها سافلها ) وأمطرنا عليها ( يعني على شذاذها ومن كان خارجاً عنها من مسافريها وقيل بعد ما قلبها أمطر عليهم ) حجارة من سجيل ( قال ابن عباس وسعيد بن جبير : معناه شنك كل فارسي معرب لأن العرب تكلمت بشيء من الفارسي صارت لغة للعرب ولا


الصفحة التالية
Icon