صفحة رقم ٢٥٣
في قول والأطفال والمجانين الذين لا حسنات لهم ولا سيئات فهؤلاء مسكوت عنهم فهم تحت مشيئة الله عز وجل يوم القيامة يحكم فيهم بما يشاء وتخصيص هذين القسمين بالذكر لا يدل على نفي القسم الثالث ) فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها ( أي في النار من العذاب والهوان ) زفير وشهيق ( أصل الزفير ترديد النفس في الصدر حتى تنتفخ منه الضلوع والشهيق رد النفس إلى الصدر أو الزفير مده وإخراجه من الصدر وقال ابن عباس : الزفير الصوت الشديد والشهيق الصوت الضعيف، وقال الضحاك ومقاتل : الزفير أول صوت الحمار والشهيق آخره إذا رده إلى صدره وقال أبو العالية، الزفير في الحلق والشهيق في الجوف.
هود :( ١٠٧ - ١٠٨ ) خالدين فيها ما...
" خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ " ( ) خالدين فيها ( يعني لابثين مقيمين في النار ) ما دامت السموات والأرض ( قال الضحاك : يعني ما دامت سموات الجنة والنار وأرضهما ولا بد لأهل الجنة وأهل النار من سماء تظلهم وأرض تقلهم فكل ما علاك فأظلك فهو سماء وكل ما استقر عليه قدمك فهو أرض وقال أهل المعاني هذه عبارة عن التأبيد وذلك على عادة العرب فإنهم يقولون لا آتيك ما دامت السموات والأرض وما اختلف الليل والنهار يريدون بذلك التأبيد.
وقوله سبحانه وتعالى :( إلا ما شاء ربك ( اختلف العلماء في معنى هذين الإستثناءين فقال ابن عباس والضحاك : الإستثناء الأول المذكور في أهل الشقاء يرجع إلى قوم من المؤمنين يدخلهم الله النار بذنوب اقترفوها ثم يخرجهم منها فيكون استثناء من غير الجنس لأن الذين أخرجوا من النار سعداء في الحقيقة استثناهم الله تعالى من الأشقياء ويدل على صحة هذا التأويل ما روي عن جابر قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( إن الله سبحانه وتعالى يخرج قوماً من النار بالشفاعة فيدخلهم الجنة ) وفي رواية ( إن الله يخرج ناساً من النار فيدخلهم الجنة ) أخرجه البخاري ومسلم، عن أنس أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( يخرج من النار قوم بعد ما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين ) وفي رواية ( ليصيبن أقواماً سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة لهم ثم يدخلهم الله الجنة بفضله ورحمته فيقال لهم الجهنميون )
( خ ) عن عمران بن حصين أن النبي ( ﷺ ) قال ( يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين ) وأما الاستثناء الثاني المذكور في أهل السعادة فيرجع إلى مدة لبث