صفحة رقم ٢٦١
بلسان العرب وكلا القولين صواب إن شاء الله تعالى ووجه الجمع بينهما أن هذه الألفاظ لما تكلمت بها العرب ودارت على ألسنتهم صارت عربية فصيحة وإن كانت غير عربية في الأصل لكنهم لما تكلموا بها نسبت إليهم وصارت لهم لغة، فظهر بهذا البيان صحة القولين وأمكن الجمع بينهما ) لعلكم تعقلون ( يعني تفهمون أيها العرب لأنه نازل بلغتكم قوله تعالى :( نحن نقص عليك أحسن القصص ( الأصل في معنى القصص اتباع الخبر بعضه بعضاً والقاص هو الذي يأتي بالخبر على وجهه وأصله في اللغة من قص الأثر إذا تتبعه وإنما سميت الحكاية قصة لأن الذي يقص الحديث يذكر تلك القصة شيئاً فشيئاً والمعنى نحن نبين لك يا محمد أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية أحسن البيان وقيل المراد منه قصة يوسف عليه الصلاة والسلام خاصة وإنام سماها أحسن القصص لما فيها من العبر والحكم والنكت والفوائد التي تصلح للدين والدنيا وما فيها من سير الملوك والمماليك والعلماء ومكر النساء والصبر على أذى الأعداء وحسن التجاوز عنهم بعد اللقاء وغير ذلك من الفوائد المذكورة في هذه السورة الشريفة.
قال خالد بن معدان : سورة يوسف وسورة مريم يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة.
قال عطاء : لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها.
وقوله تعالى :( بما أوحينا إليك ( يعني بإيحائنا إليك يا محمد ) هذا القرآن وإن كنت ( أي وقد كنت ) من قبله ( يعني من قبل وحينا إليك ) لمن الغافلين ( يعني عن هذه القصة وما فيها من العجائب قال سعد بن أبي وقاص : أنزل القرآن على رسول الله ( ﷺ ) فتلاه عليهم زماناً فقالوا يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله عز وجل :( الله نزل أحسن الحديث ( " فقالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله تعالى :( نحن نقص عليك أحسن القصص ( فقالوا يا رسول الله لو ذكرتنا فأنزل الله عز وجل :( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله.
( )
يوسف :( ٤ - ٥ ) إذ قال يوسف...
" إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين " ( ) إذ قال يوسف لأبيه ( أي اذكر يا محمد لقومك قول يوسف لأبيه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليه وعليهم أجمعين
( خ ) عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ) ويوسف اسم عبري ولذلك لا يجري فيه الصرف وقيل هو عربي سئل أبو الحسن الأقطع عن يوسف فقال الأسف أشد الحزن والأسيف العبد واجتمعا في يوسف فسمي به ) يا أبت


الصفحة التالية
Icon