صفحة رقم ٢٧٣
الصابرين على النوائب كما صبر يوسف ) وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ( يعني أن امرأة العزيز طلبت من يوسف الفعل القبيح ودعته إلى نفسها ليواقعها ) وغلقت الأبواب ( أي أطبقتها وكانت سبعة لأن مثل هذا لفعل لا يكون إلا في ستر وخفية أو أنها أغقلتها لشدة خوفها ) وقالت هيت لك ( أي هلم وأقبل، قال أبو عبيدة : كان الكسائي يقول هي لغة لأهل حوران رفعت إلى الحجاز معناها تعال، وقال عكرمة أيضاً بالحوارنية : هلم، وقال مجاهد وغيره : هي لغة عربية وهي كلمة حث وإقبال على الشيء وقيل هي بالعبرانية وأصلها هيتالج أي تعال فعربت فقيل هيت لك فمن قال إنها بغير لغة العرب يقول إن العرب وافقت أصحاب هذه اللغة فتكلمت بها على وفق لغات غيرهم كما وافقت لغة العرب الروم في القسطاس ولغة العرب الفرس في التنور ولغة العرب الترك في الغساق ولغة العرب الحبشة في ناشئة الليل وبالجملة فإن العرب إذا تكلمت بكلمة صارت لغة لها وقرئ هئت لك بكسر الهاء مع الهمزة ومعناها تهيأت لك ) قال ( يعني يوسف ) معاذ الله ( أي أعوذ بالله وأعتصم به وألجأ إليه فيما دعوتني إليه ) إنه ربي ( يعني أن العزيز قطفير سيدي ) أحسن مثواي ( أي أكرم منزلتي فلا أخونه وقيل إن الهاء في إنه ربي راجعة إلى الله تعالى والمعنى يقول إن الله ربي أحسن مثواي يعني أنه آواني ومن بلاء الجب نجاني ) إنه لا يفلح الظالمون ( يعني إن فعلت هذا الفعل فأنا ظالم ولا يفلح الظالمون، وقيل : معناه أنه لا يسعد الزناة.


الصفحة التالية
Icon