صفحة رقم ٣٢٠
وما أكثر الناس يا محمد لو حرصت على إيمانهم بمؤمنين وذلك أن اليهود وقريشاً سألوا رسول الله ( ﷺ ) عن قصة يوسف فلما أخبرهم بها على وفق ما عندهم في التوراة لم يسلموا فحزن رسول الله ( ﷺ ) لذلك فقيل له إنهم لا يؤمنون ولو حرصت على إيمانهم ففيه تسلية له ) وما تسألهم عليه من أجر ( يعني على تبليغ الرسالة والدعاء إلى الله من أجر يعني أجراً وجعلا على ذلك ) إن هو ( أي ما هو يعني القرآن ) إلا ذكر ( يعني عظة وتذكيراً ) للعالمين وكأين من آية ( يعني وكم من آية دالة على التوحيد ) في السموات والأرض يمرون عليها ( يعني لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها ) وهم عنها معرضون ( أي لا يلتفتون إليها والمعنى ليس إعراضهم عن هذه الآيات الظاهرة الدالة على وحدانية الله تعالى بأعجب من إعراضهم عنك يا محمد ) وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ( يعني أن من إيمانهم أنهم إذا سئلوا من خلق السموات والأرض قالوا الله وإذا قيل لهم من ينزل المطر قالوا الله وهم مع ذلك يعبدون الأصنام.
وفي رواية عن ابن عباس : إنهم يقرون أن الله خالقهم فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره فذلك شركهم، وفي رواية أخرى عنه أيضاً أنها نزلت في تلبية مشركي العرب وذلك أنهم كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك، وقال عطاء هذا في الدعاء وذلك أن الكفار نسوا ربهم في الرخاء فإذا أصابهم البلاء أخلصوا في الدعاء.
يوسف :( ١٠٧ - ١٠٩ ) أفأمنوا أن تأتيهم...
" أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون " ( ) أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله ( يعني عقوبة مجللة تعمهم وقال مجاهد عذاب غشاهم، وقال قتادة : وقيعة وقال الضحاك يعني الصواعق والقوارع ) أو تأتيهم الساعة بغتة ( يعني فجأة ) وهم لا يشعرون ( يعني بقيامها قال ابن عباس : تهيج الصحية بالناس وهم في أسواقهم ) قل ( أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين ) هذه سبيلي ( يعني طريقي التي ) أدعو ( إليها وهي توحيد الله عز وجل ودين الإسلام وسمي الدين سبيلاً لأنه الطريق المؤدي إلى الله عز وجل وإلى الثواب والجنة ) إلى الله ( يعني إلى توحيد الله والإيمان به ) على بصيرة ( يعني على يقين ومعرفة والبصيرة هي المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل ) أنا ومن اتبعني (