صفحة رقم ٦٩
مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وترك ذكر الإيمان برسول الله ( ﷺ ) وقيل : إنه تبارك وتعالى قال بعد الإيمان بالله واليوم الآخر ) وأقام الصلاة وآتى الزكاة ( وكان ذلك ما جاء به رسول الله ( ﷺ ) فمن أقام الصلاة وآتى الزكاة فقد آمن برسول الله ( ﷺ ) واعلم أن الاعتبار بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في عمارة المساجد أن الإنسان إذا عمر المسجد أقام الصلاة وآتى الزكاة لأن عمارة المسجد إنما تلزم لإقامة الصلاة فيه ولا يشتغل بعمارة المسجد إلا إذا كان مؤدياً للزكاة لأن الزكاة واجبة وعمارة المسجد نافلة ولا يشتغل الإنسان بالنافلة إلا بعد إكمال الفريضة الواجبة عليه.
وقوله تعالى :( ولم يخش إلا الله ( يعني ولم يخف في الدين غير الله ولم يترك أمر الله لخشية الناس ) فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ( وعسى من الله واجب يعني وأولئك هم المهتدون المتمسكون بطاعة الله التي تؤدي إلى الجنة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله عز وجل يقول إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ) الآية أخرجه الترمذي.
وقال حديث حسن
( ق ) عن أبي هريرة أن النبي ( ﷺ ) قال :( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح النزل ما يهيأ للضيف عند نزوله بالقوم )
( ق ).
عن عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :( من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله تعالى بنى الله له بيتاً في الجنة ) وفي رواية :( بنى الله له في الجنة مثله ) وعن أنس : أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( من بنى لله مسجداً صغيراً كان أو كبيراً بنى الله له بيتاً في الجنة ) أخرجه الترمذي عن عمرو بن عنبسة أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( من بنى لله مسجداً ليذكر الله فيه بنى الله له بيتاً في الجنة )، أخرج النسائي.
التوبة :( ١٩ ) أجعلتم سقاية الحاج...
" أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين " ( قوله سبحانه وتعالى :( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ( الآية ( م ) عن النعمان بن بشير قال : كنت عند منبر النبي ( ﷺ ) فقال رجل : ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام.
قال الآخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجره عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر النبي ( ﷺ ) وهو يوم الجمعة ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيه فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز وجل أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر إلى آخرها.
وقيل : قال العباس حين أسروا يوم بدر لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج فأنزل الله هذه الآية وأخبر أن عمارتهم المسجد الحرام وقيامهم على السقاية لا ينفعهم مع الشرك بالله وإن الإيمان والجهاد مع نية خير مما هم عليه.
وقال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي : نزلت في علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وطلحة بن أبي شيبة افتخروا فقال طلحة أنا صاحب البيت بيدي مفاتيحه.
وقال العباس : وأنا صاحب السقاية والقيامة عليها وقال ما أدري ما تقولون لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله هذه الآية ) أجعلتم سقاية الحاج ( والسقاية مصدر كالرعاية والحماية وهي : سقي الحاج وكان العباس ابن عبد المطلب بيده سقاية الحاج وكان يليها في الجاهلية فلما جاء الإسلام وأسلم العباس أقره رسول الله ( ﷺ ) على ذلك وعمارة المسجد الحرام يعني بناؤه وتشييده ومرمته ) كمن آمن بالله واليوم الآخر ( فيه حذف تقديره كإيمان من آمن


الصفحة التالية
Icon