صفحة رقم ٧٠
بالله واليوم الآخر ) وجاهد في سبيل الله ( أي وكجهاد من جاهد في سبيل الله.
وقيل : السقاية والعمارة بمعنى الساقي والعامر تقديره : أجعلتم ساقي الحاج وعامر المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله ) لا يستوون عند الله ( يعني : لا يستوي حال هؤلاء الذين آمنوا بالله وجاهدوا في سبيل الله بحال من سقى الحاج وعمر المسجد الحرام وهو مقيم على شركه وكفره لأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل عملاً إلا مع الإيمان به ) والله لا يهدي القوم الظالمين (
( خ ) عن ابن عباس ( أن رسول الله ( ﷺ ) جاء إلى السقاية فاستسقى فقال العباس : يا فضل اذهب إلى أمك فأتى رسول الله ( ﷺ ) بشراب من عندها فقال اسقني فقال : يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه قال اسقني فشرب منه ثم أتى زمزم وهم يستقون ويعملون فيها فقال : اعملوا فإنكم على عمل صالح ثم قال لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذا يعني عاتقه ) ( م )
عن بكر بن عبد الله المزني قال : كنت جالساً مع ابن عباس عند الكعبة فأتاه أعرابي فقال مالي أرى بني عمكم يسقون العسل واللبن وأنتم تسقون النبيذ أمن حاجة بكم أم من بخل فقال ابن عباس الحمد لله ما بنا من حاجة ولا بخل إنما قدم النبي ( ﷺ ) على راحلته وخلفه أسامة فاستسقى فأتيناه بإناء من نبيذ فشرب وسقى فضله أسامة فقال :( أحسنتم أو أجملتم كذا فاصنعوا ) فلا نريد تغيير ما أمر به رسول الله ( ﷺ ) النبيذ تمر ينقع في الماء غدوة ويشرب عشاء أو ينقع عشاء ويشرب غدوة وهذا حلال فإن غلى وحمض حرم.
التوبة :( ٢٠ - ٢٣ ) الذين آمنوا وهاجروا...
" الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون " ( قوله عز وجل :( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله ( يعني أن من كان موصوفاً بهذه الصفات يعني الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس كان أعظم درجة عند الله ممن افتخر بالسقاية وعمارة المسجد الحرام وإنما لم يذكر القسم المرجوح لبيان فضل القسم الراجح على الإطلاق على من سواهم والمراد بالدرجة المنزلة والرفعة عند الله في الآخرة ) وأولئك ( يعني من هذه صفتهم ) هم الفائزون ( يعني بسعادة الدنيا والآخرة ) يبشرهم ربهم ( يعني يخبرهم ربهم والشبارة الخبر السار الذي يفرح الإنسان عند سماعه وتستنير بشرة وجهه عند سماعه ذلك الخبر السار ثم ذكر الخبر الذي يبشرهم به فقال تعالى :( برحمة منه ورضوان ( وهذا أعظم البشارات لأن الرحمة والرضوان من الله عز وجل على العبد نهاية مقصوده ) وجنات لهم فيها نعيم مقيم ( يعني أن نعيم الجنة دائم غير منقطع أبداً ) خالدين فيها ( يعني في الجنان وفي النعيم ) أبداً ( يعني لا انقطاع له ) إن الله عنده أجر عظيم ( يعني لمن


الصفحة التالية
Icon