صفحة رقم ١٣١
بالنبي الصالح والابن الصالح، قال : قلت يا جبريل من هذا قال هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى، قال : ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها : افتح.
فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ففتح.
قال أنس بن مالك : فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وعيسى وموسى وإبراهيم، ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه قد وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة، قال : لما مر جبريل ورسول الله بإدريس قال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح، قال : ثم مر فقلت من هذا قال هذا إدريس قال : ثم مررت بموسى فقال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح قال : فقلت من هذا قال : هذا موسى.
قال ثم مررت بعيسى فقال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال : عيسى ابن مريم قال ثم مررت بإبراهيم فقال مرحباً بالنبي الصالح والإبن الصالح قال فقلت من هذا قال هذا إبراهيم.
قال ابن شهاب : وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان : قال رسول الله ( ﷺ ) ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام.
قال ابن حزم وأنس بن مالك قال رسول الله ( ﷺ ) : ففرض الله على أمتي خمسين صلاة قال : فرجعت بذلك حتى مررت بموسى فقال موسى : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت : فرض عليهم خمسين صلاة.
قال لي موسى : فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فوضع شطرها.
قال فرجعت إلى موسى فأخبرته قال : راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال : فراجعت ربي فقال : هي خمس وهن خمسون لا يبدل القول لدي قال فرجعت إلى موسى فقال : راجع ربك فقلت قد استحييت من ربي قال : ثم انطلق بي جبريل حتى أتى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما ماهي ؟ قال : ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك )
( ق ) عن شريك بن أبي نمر ( أنه سمع أنس بن مالك يقول ليلة أسري برسول الله ( ﷺ ) من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام.
فقال أولهم : أيهم هو ؟ فقال أوسطهم هو خيرهم فقل آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه، ثم أتى بطست من ذهب فيه نور من ذهب محشواً إيماناً، وحكمة فحشا به صدره ولغاد يده يعني عروق حلقه ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا، فضرب باباً من أبوابها فناداه أهل السماء من هذا فقال جبريل قالوا : ومن معك قال معي محمد قالوا : وقد بعث إليه قال نعم قالوا : مرحباً به وأهلاً يستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء ما يريد