صفحة رقم ١٦٧
يعني شجرة الزقوم التي وصفها الله تعالى في سورة الصافات والعرب تقول لكل طعام كريه : طعام ملعون، والفتنة فيها أن أبا جهل قال : إن ابن أبي كبشة يعني النبي صلى الله علي وسلم توعدكم بنار تحرق الحجارة، ثم يزعم أنه تنبت فيها شجرة وتعلمون أن النار تحرق الشجر.
وقيل : إن عبد الله بن الزبعري قال : إن محمداً يخوفنا بالزقوم ولا نعرف الزقوم إلا الزبد والتمر، فقال أبو جهل : يا جارية تعالي فزقمينا فأتت بزبد وتمر فقال يا قوم فإن هذا ما يخوفكم به محمد، فأنزل الله سبحانه وتعالى حين عجبوا أن يكون في النار شجر ) إنا جعلناها فتنة للظالمين ( الآيات.
فإن قلت : أين لعنت شجرة الزقوم في القرآن، قلت : لعنت حيث لعن الكفار الذين يأكلونها لأن الشجرة لا ذنب لها حتى تلعن، وإنما وصفت بلعن أصحابها على المجاز.
وقيل وصفها الله تعالى باللعن لأن اللعن الإبعاد من الرحمة، وهي في أصل جهنم في أبعد مكان من الرحمة، وقال ابن عباس : في رواية عنه إن الشجرة الملعونة هي الكشوث الذي يلتوي على الشجر والشوك فيجففه ) ونخوفهم فما يزيدهم ( أي التخويف ) إلا طغياناً كبيراً ( أي تمرداً وعتواً عظيماً قوله سبحانه وتعالى ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طيناً ( أي من طين وذلك أن آدم خلق من تراب الأرض من عذبها وملحها، فمن خلق من العذب فهو سعيد ومن خلق من الملح فهو شقي ) قال ( يعني إبليس ) أرأيتك ( الكاف للمخاطب والمعنى أخبرني ) هذا الذي كرمت علي ( أي فضلته ) لئن أخرتن ( أي أمهلتني ) إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته ( أي لأستأصلنهم بالاضلال.
وقيل : معناه لأقودنهم كيف شئت.
وقيل : لأستولين عليهم بالإغواء ) إلا قليلاً ( يعني المعصومين الذي استثناهم الله تعالى في قوله ) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ( ) قال ( الله تعالى ) اذهب ( أي امض لشأنك وليس هو من الذهاب الذي هو ضد المجيء ) فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم ( أي جزاؤك وجزاء أتباعك ) جزاء موفوراً ( أي مكملاً.
قوله سبحانه وتعالى ) واستفزز ( أي استخفف واستزل واستعجل وأزعج ) من استعطت منهم ( أي من ذرية آدم ) بصوتك ( قال ابن عباس : معناه بدعائك إلى معصية الله وكل داع إلى معصية الله فهو من جند إبليس.
وقيل : أراد بصوتك الغناء والمزامير واللهو واللعب ) واجلب عليهم بخيلك ورجلك ( أي أجمع عليهم مكايدك وحبائلك، واحثثهم على الإغواء.
وقيل : معناه استعن