صفحة رقم ٢٠٦
وقيل إنهم راعهم ما فاتهم من الصلاة فقالوا ذلك ) قالوا لبثنا يوماً ( ثم نظروا فوجدوا الشمس قد بقي منها بقية فقالوا ) أو بعض يوم ( فلما نظروا إلى طول شعورهم وأظافرهم علموا أنهم لبثوا أكثر من يوم ) قالوا ربكم أعلم بما لبثتم ( وقيل إن مكسلمينا لما سمع الاختلاف بينهم قال دعوا الاختلاف ربكم أعلم بما لبثتم ) فابعثوا أحدكم ( يعني تمليخا ) بورقكم ( هي الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة ) هذه إلى المدينة ( قيل هي ترسوس وكان أسمها في الزمن الأول قبل الإسلام أفسوس ) فلينظر أيها أزكى طعاماً ( أي أحلى طعاماً وقيل أمروه أن يطلب ذبيحة مؤمن، ولا تكون من ذبح من يذبح لغير الله وكان فيهم مؤمنون يخفون إيمانهم، وقيل أطيب طعاماً وأجود وقيل أكثر طعاماً وأرخصه ) فليأتكم برزق منه ( أي قوت وطعام تأكلونه ) وليتلطف ( أي وليترفق في الطريق وفي المدينة وليكن في ستر وكتمان ) ولا يشعرن ( أي ولا يعلمن ) بكم أحداً ( أي من الناس ) إنهم إن يظهروا عليكم ( أي يعلموا بمكانكم ) يرجموكم ( قيل معناه يشتموكم ويؤذوكم بالقول وقيل يقتلوكم، وكان من عادتهم القتل بالحجارة وهو أخبت القتل وقيل يعذبكم ) أو يعيدوكم في ملتهم ( أي الكفر ) ولن تفلحوا إذاً أبداً ( أي إن عدتم إليه.
الكهف :( ٢١ - ٢٥ ) وكذلك أعثرنا عليهم...
" وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا " ( قوله عز وجل :( وكذلك أعثرنا عليهم ( أي أطلعنا الناس عليهم ) ليعلموا أن وعد الله حق ( يعني قوم بيدروس الذين أنكروا البعث ) وأن الساعة لا ريب فيها ( أي لا شك فيها أنها آتية ) إذ يتنازعون بينهم أمرهم (.
قال ابن عباس : في البنيان فقال المسلمون نبني عليهم مسجداً يصلي فيه الناس لأنهم على ديننا وقال المشركون نبني بنياناً لأنهم على ملتنا وقيل كان يتنازعهم في البعث فقال المسلمون تبعث الأجساد والأرواح وقال قوم تبعث الأرواح فأراهم الله آية وأن البعث للأرواح والأجساد وقيل تنازعوا في مدة لبثهم وقيل في عددهم ) فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم ( يعني بيدروس وأصحابه ) لنتخذن عليهم مسجداً ( قوله تعالى ) سيقولون ثلاثة رابعهم ( روي أن السيد والعاقب وأصحابهما من نصارى نجران كانوا عند النبي ( ﷺ ) فجرى ذكر أصحاب الكهف عندهم فقال السيد وكان يعقوبياً كانوا ثلاثة رابعهم ) كلبهم