صفحة رقم ٢٣٣
ومأجوج مفسدون في الأرض ( قيل فسادهم أنهم كانوا يخرجون أيام الربيع إلى أرضهم فلا يدعون فيها شيئاً أخضر إلا أكلوه ولا يابساً إلا حملوه وأدخلوه أرضهم، فلقوا منهم أذىً شديداً وقيل فسادهم أنهم كانوا يأكلون الناس، وقيل معناه أنهم سيفسدون عن خروجهم ) فهل نجعل لك خرجاً ( أي جعلاً وأجراً من الأموال ) على أن تجعل بيننا وبينهم سداً ( أي حاجزاً فلا يصلون إلينا.
الكهف :( ٩٥ - ٩٨ ) قال ما مكني...
" قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا " ( ) قال ( لهم ذو القرنين ) ما مكني فيه ربي خير ( أي ما قواني به ربي خير من جعلكم ) فأعينوني ( يعني لا أريد منكم المال بل أعينوني بأبدانكم وقوتكم ) أجعل بينكم وبينهم ردماً ( أي سداً قالوا وما تلك القوة ؟ قال فعلة وصناع يحسنون البناء والآله.
قالوا وما تلك الآلة ؟ قال :( آتوني ( أي أعطوني وقيل جيئوني ) زبر الحديد ( أي قطع الحديد فأتوه بها، وبالحطب فجعل الحطب على الحديد والحديد على الحطب ) حتى إذا ساوى بين الصدفين ( أي بين طرفي الجبلين ) قال انفخوا ( يعني في النار ) حتى إذا جعله ناراً ( أي صار ناراً ) قال آتوني أفرغ عليه ( أي أصيب عليه ) قطراً ( أي نحاساً مذاباً فجعلت النار تأكل الحطب وجعل النحاس يسيل مكانه حتى لزم الحديد النحاس قيل إن السد كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء، وقيل إن عرضه خمسون ذراعاً وارتفاعه مائة ذراع وطوله فرسخ، واعلم أن هذا السد معجزة عظيمة ظاهرة لأن الزبرة الكبيرة إذا نفخ عليها حتى صارت كالنار لم يقدر أحد على القرب منها، والنفخ عليها لا يمكن إلا بالقرب منها.
فكأنه تعالى صرف تأثير تلك الحرارة العظيمة عن أبدان أولئك النافخين حتى تمكنوا من العمل فيه ) فما استطاعوا أن يظهروه ( أي يعلو عليه لعلوه