صفحة رقم ٢٥٤
ابن عباس : مثلاً وقيل هل تعلم أحداً يسمى الله غير الله.
قوله تعالى ) ويقول الإنسان ( أي جنس الإنسان والمراد به الكفار الذين أنكروا البعث، وقيل هو أبي بن خلف الجمحي وكان منكراً للبعث ) أئذا ما مت لسوف أخرج حياً ( قاله استهزاءً وتكذيباً للبعث قال الله تعالى ) أولا يذكر الإنسان ( أي يتذكر ويتفكر يعني منكر البعث ) أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً ( والمعنى أولاً يتفكر هذا الجاحد في بدء خلقه فيستدل به على الإعادة.
قال بعض العلماء : لو اجتمع كل الخلائق على إيراد حجة في البعث على هذا الاختصار ما قدروا عليه، إذ لا شك أن الإعادة ثانياً أهون من الإيجاد أولاً ثم أقسم بنفسه فقال تعالى ) فو ربك ( وفيه تشريف للنبيّ ( ﷺ ) ) لنحشرنهم ( أي لنجمعنهم في المعاد يعني المشركين المنكرين للبعث ) والشياطين ( أي مع الشياطين، وذلك أنه يحشر كل كافر مع شيطان في سلسلة ) ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياً ( قال ابن عباس : جماعات وقيل جاثين على الركب لضيق المكان، وقيل إن البارك على ركبتيه صورته كصورة الذليل.
فإن قلت هذا المعنى حاصل للكل بدليل قوله تعالى ) وترى كل أمة جاثية ( " قلت وصفوا بالجثو على العادة المعهودة في مواقف المقالات والمناقلات، وذلك لما فيه من القلق مما يدهمهم من شدة الأمور التي لا يطيقون معها القيام على أرجلهم فيجثون على ركبهم جثواً ) ثم لننزعن ( أي لنخرجن ) من كل شيعة ( أي من كل أمة وأهل دين من الكفار ) أيهم أشد على الرحمن عتياً ( قال ابن عباس : يعني جرأة وقيل فجوراً وتمرداً، وقيل قائدهم رئيسهم في الشرك، والمعنى أنه يقدم في إدخال النار الأعتى ممن هو أكبر جرماً وأشد كفراً.
وفي بعض الأخبار أنهم يحضرون جميعاً حول جهنم مسلسلين مغلولين، ثم يقدم الأكفر فالأكفر فمن كان أشد منهم تمرداً في كفره خص بعذاب أعظم وأشد لأن عذاب الضال المضل واجب أن يكون فوق عذاب الضال التابع لغيره في الضلال.
وفائدة هذا التمييز التخصيص بشدة العذاب لا التخصيص بأصل العذاب فلذلك قال في جمعيهم ) ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صلياً ( ولا يقال أولى إلا مع اشتراك القوم في العذاب وقيل معنى الآية أنهم أحق بدخول النار.
قوله عز وجل ) وإن منكم إلا واردها ( أي وما منكم إلا واردها وقيل القسم فيه مضمر أي والله ما منكم من أحد إلا واردها والورود هو موافاة المكان، واختلفوا في معنى الورود ها هنا وفيما تنصرف