صفحة رقم ٢٦١
وتمضي معهم حيث أمسوا ) قول تقيل معهم حيث قالوا من القيلولة وعنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف صنفاً مشاة وصنفاً ركباناً وصنفاً على وجوههم.
قيل يا رسول الله كيف يمشون على وجوههم قال إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما أنهم يتقون بوجوههم كل حدث وشوك ) أخرجه الترميذي.
قوله عز وجل ) لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً ( يعني لا إله إلا الله وقيل لا يشفع الشافعون إلا للمؤمنين، وقيل لا يشفع إلا لمن قال لا إله إلا الله، أي لا يشفع إلا للمؤمنين ) وقالوا اتخذ الرحمن ولداً ( يعني اليهود والنصارى، ومن زعم أن الملائكة بنات الله من العرب ) لقد جئتم شيئاً إداً ( قال ابن عباس منكراً، وقيل معناه لقد قلتم قولاً عظيماً ) تكاد السموات يتفطرن منه ( من الانفطار وهو الشق ) وتنشق الأرض ( أي تخسف بهم ) وتخر الجبال هداً ( أي تسقط وتنطبق عليهم ) أن دعوا ( أي من أجل أن جعلوا ) للرحمن ولداً ( فإن قلت ما معنى انفطار السموات وانشقاق الأرض وخرور الجبال ومن أين تؤثر هذه الكلمة في هذه الجمادات.
قلت فيه وجهان أحدهما : أن الله تعالى يقول كدت أن أفعل هذا بالسموات والأرض والجبال عند وجود هذه الكلمة غضباً مني على من تفوه بها لولا حلمي وإني لا أعجل بالعقوبة.
الثاني : أن يكون استعظاماً للكلمة وتهويلاً من فظاعتها وتصويراً لأثرها في الدين وهدمها لأركانه وقواعده.
قال ابن عباس فزعت السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين وكادت أن تزول وغضبت الملائكة واستعرت جهنم حين قالوا اتخذ الله ولداً ثم نزه الله نفسه عن اتخاذ الولد ونفاه عنه.
مريم :( ٩٢ - ٩٨ ) وما ينبغي للرحمن...
" وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا " ( فقال تعالى ) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً ( أي ما يليق به اتخاذ الولد ولا يوصف به لأن الولد لا بد أن يكون شبيهاً بالوالد، ولا شبيه لله تعالى ولأن اتخاذ الولد إنما يكون لأغراض لا تصح في الله تعالى من سرور به واستعانة وذكر جميل بعده وكل ذلك لا يليق بالله تعالى ) إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً ( أي آتيه يوم القيامة عبداً ذليلاً خاضعاً، والمعنى أن الخلائق كلهم عبيده ) لقد أحصاهم وعدهم عداً ( أي عد أنفاسهم وأيامهم وآثارهم فلا يخفى عليه شيء من أمورهم وكلهم تحت تدبيره وقهره وقدرته ) وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ( أي وحيداً ليس معه من أحوال الدنيا شيء.
قول عز وجل ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً ( أي محبة قيل يحبهم الله تعالى ويحببهم إلى عباده المؤمنين
( ق ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله