صفحة رقم ٢٦٦
الأجل.
قوله تعالى ) لتجزى كل نفس بما تسعى ( أي بما تعمل من خير وشر ) فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها ( أي فلا يصرفك عن الإيمان بالساعة ومجيئها من لا يؤمن بها ) واتبع هواه ( أي مراده وخالف أمر الله ) فتردى ( أي فتهلك.
قوله عز وجل ) وما تلك بيمينك يا موسى ( سؤال تقرير والحكمة فيه تنبيه على أنها عصا حتى إذا قلبها حية علم أنها معجزة عظيمة ) قال هي عصاي ( قيل كان لها شعبتان وفي أسفلها سنان ولها محجن واسمها نبعة ) أتوكأ عليها ( أي أعتمد عليها إذا مشيت وإذا عييت وعند الوثبة ) وأهش بها على غنمي ( أي أضرب بها الشجرة اليابسة ليسقط ورقها فترعاه الغنم ) ولي فيها مآرب أخرى ( أي حاجة ومنافع أخرى، وأراد بالمآرب ما كان يستعمل فيه العصا في السفر فكان يحمل بها الزاد ويشد بها الحبل ويستقي بها الماء من البئر ويقتل بها الحيات ويحارب بها السباع ويستظل بها إذا قعد، وروي عن ابن عباس أن موسى كان يحمل عليها زاده وسقاءه فجعلت تماشيه وتحدثه، وكان يضرب بها الأرض فيخرج له ما يأكل يومه، ويركزها فيخرج الماء فإذا رفعها ذهب الماء وكان إذا اشتهى ثمرة ركزها فتصير غصن تلك الشجرة وتورق وتثمر، وإذا أراد الاستقاء من البئر أدلاها فطالت على طول البئر وصارت شعبتاها كدلو حتى يستقي، وكانت تضيء بالليل كالسراج وإذا ظهر له عدو كانت تحارب وتناضل عنه ) قال ( الله تعالى ) ألقها يا موسى ( أي انبذها واطرحها.
قال وهب : ظن موسى أنه يقول ارفضها ) فألقاها ( أي فطرحها على وجه الرفض ثم حانت منه نظرة ) فإذا هي حية ( صفراء من أعظم ما يكون من الحيات ) تسعى ( أي تمشي بسرعة على بطنها وقال في موضع آخر كأنها جان، وهي الحية