صفحة رقم ٢٧٠
سنة وهو القدر الذي يوحى إلى الأنبياء فيه.
طه :( ٤١ - ٤٨ ) واصطنعتك لنفسي
" واصطنعتك لنفسي اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى " ( ) واصطنعتك لنفسي ( اخترتك واصطفيتك لوحيي ورسالتي لتتصرف على إرادتي ومحبتي.
وذلك أن قيامه بأداء الرسالة تصرف على إرادة الله ومحبته.
وقيل معناه اخترتك لأمري وجعلتك القائم بحجتي والمخاطب بيني وبين خلقي كأني الذي أقمت عليهم الحجة وخاطبتهم ) اذهب أنت وأخوك بآياتي ( أي بدلائلي.
قال ابن عباس : يعني الآيات التسع الذي بعث بها موسى عليه السلام ) ولا تنياً ( أي لا تضعفا وقيل لا تفتراً ولا تقصراً ) في ذكري ( أي لا تقصراً في ذكري بالإحسان إليكما والإنعام عليكما ومن ذكر النعمة شكرها ) اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً ( أي دارياه وارفقا به.
قال ابن عباس : لا تعنفا في قولكما، وقيل كنياه فقولا له يا أبا العباس وقيل يا أبا الوليد وقيل أراد بالقول اللين قوله ) هل لك إلى أن تزكى ( " وقيل الآية إنما أمرهما باللطافة لما له من حق تربية موسى، وقيل عداه على قبول الإيمان شباباً لا يهرم وملكاً لا ينزع منه إلا بالموت وتبقى عليه لذة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته، وإذا مات دخل الجنة فلما أتاه موسى ووعده بذلك أعجبه وكان لا يقطع أمراً دون هامان وكان غائباً فلما قدم أخبره بالذي دعاه إليه موسى وقال أردت أن أقبل منه فقال له هامان كنت أرى أن لك عقلاً ورأياً، أنت رب تريد أن تكون مربوباً، وأنت تعبد تريد أن تعبد، فقال فرعون صواب ما قلت فغلبه على رأيه.
وكان هارون بمصر فأمر الله موسى أن يأتي هارون وأوحى الله إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى فتلقاه إلى مرحلة وأخبره بما أوحي إليه.
وقوله تعالى ) لعله يتذكر أو يخشى ( أي يتعظ ويخاف ويسلم فإن قلت كيف قال لعله يتذكر وقد سبق في علمه أنه لا يتذكر ولا يسلم.
قلت معناه اذهبا على رجاء منكما وطمع وقضاء الله وراء أمركما، وقيل هو إلزام الحجة وقطع المعذرة كقوله تعالى ) ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك ( " وقيل هو ينصرف إلى غير فرعون مجازه لعله يتذكر متذكراً ويخشى خاش إذا رأى بري وإلطافي بمن خلقته وأنعمت عليه ثم ادعى الربوبية، وقيل لعل من الله واجب ولقد تذكر فرعون وخشي حين لم تنفعه الذكرى والخشية وذلك حين ألجمه الغرق وقرأ رجل عند يحيى بن معاذ الرازي ) فقولا له قولاً ليناً ( الآية فبكى يحيى وقال إلهي هذا رفقك بمن يقول أنا الإله فيكف


الصفحة التالية
Icon