صفحة رقم ٢٧٢
بها ) الذي جعل لكم الأرض مهداً ( أي فراشاً وقيل مهدها لكم ) وسلك لكم فيها سبلاً ( أي أدخل في الأرض لأجلكم طرقاً وسهلها لكم لتسلكوها ) وأنزل من السماء ماء ( يعني المطر ثم الأخبار عن موسى ثم قال الله تعالى ) فأخرجنا به ( أي بذلك الماء ) أزواجاً ( أي أصنافاً ) من نبات شتى ( أي مختلف الألوان والطعوم والمنافع فمنها ما هو للناس ومنها ما هو للدواب ) كلوا وارعوا أنعامكم ( أي أخرجنا أصناف النبات للانتفاع بالأكل والرعي ) إن في ذلك ( أي الذي ذكر ) لآيات لأولي النهى ( أي لذوي العقول، قيل هم الذين ينتهون عما حرم الله عليهم ) منها خلقناكم ( أي من الأرض خلقنا آدم، وقيل إن الملك ينطلق فيأخذ من التراب الذي يدفن فيه فيذره في النطفة فيخلق من التراب ومن النطفة ) وفيها نعيدكم ( أي عند الموت والدفن ) ومنها نخرجكم تارة أخرى ( أي يوم القيامة للبعث والحساب.
قوله تعالى ) ولقد أريناه ( يعني فرعون ) آياتنا كلها ( يعني الآيات التسع التي أعطاها الله موسى ) فكذب وأبى ( يعني فرعون وزعم أنها سحر وأبى أن يسلم ) قال ( يعني فرعون ) أجئتنا لتخرجنا من أرضنا ( يعني مصر ) بسحرك يا موسى ( يريد أن تغلب على ديارنا فيكون لك الملك وتخرجنا منها ) فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً ( أي اضراب أجلاً وميقاتاً ) لا نخلفه ( لا نجاوزه ) نحن ولا أنت مكاناً سوىً ( أي مكاناً عدلاً وقال ابن عباس : نصفاً تستوي مسافة الفريقين إليه وقيل معناه سوى هذا المكان ) قال ( يعني موسى ) موعدكم يوم الزينة ( قيل كان يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون في كل سنة وقيل هو يوم النيروز وقال ابن عباس يوم عاشوراء ) وأن يحشر الناس ضحى ( أي وقت الضحوة نهاراً جهاراً ليكون أبعد من الريبة ) فتولى فرعون فجمع ( يعني فرعون ) كيده ( يعني مكره وسحره وحيله ) ثم أتى ( يوم المعاد ) قال لهم موسى ( يعني للسحرة الذين