صفحة رقم ٢٧٥
يعني فاصنع ما أنت صانع ) إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ( يعني إنما أمرك وسلطانك في الدنيا سيزول عن قريب ) إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر ( فإن قلت كيف قالوا هذا وقد جاؤوا مختارين غير مكرهين.
قلت كان فرعون أكرههم في الابتداء على تعلمهم السحر لكي لا يذهب أصله.
وقيل كانت السحرة اثنين وسبعون اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل، وكان فرعون أكره الذين هم من بني إسرائيل على تعلم السحر.
وقيل قال السحرة لفرعون أرنا موسى إذا هو نام فأراهم موسى نائماً وعصاه تحرسه فقالوا لفرعون هذا ليس بساحر إن الساحر إذا نام بطل سحره.
فأبى عليهم فأكرههم على أن يعملوا فذلك قولهم وما أكرهتنا عليه من السحر ) والله خير وأبقى ( يعني خير منك ثواباً وأبقى عقاباً وقيل خير منك إن أطيع وأبقى عذاباً إن عصي وهذا جواب لقوله ) ولتعلمن أينا اشد عذاباً وأبقى ( ) إنه من يأت ربه مجرماً ( قيل هذا ابتداء كلام من الله تعالى وقيل هو من تمام قول السحرة معناه من مات على الشرك ) فإن له جهنم لا يموت فيها ( فيستريح ) ولا يحيى ( حياة ينتفع بها ) من يأته مؤمناً ( يعني من مات على الإيمان ) قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( يعني الرفيعة العلية.
طه :( ٧٦ - ٨٦ ) جنات عدن تجري...
" جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي " ( فسر الدرجات بقوله ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فهيا وذلك جزاء من تزكى ( يعني تطهر من الذنوب، وقيل أعطى زكاة نفسه وقال لا إله إلا الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ) أخرجه الترمذي.
قوله وأنعما يقال أحسن فلان إلى فلان وأنعم يعني أفضل وزاد في الإحسان، والمعنى أنهما منهم وزادوا تناهياً إلى غايته.
قوله تعالى ) ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ( يعني أسر بهم ليلاً من أرض مصر ) فاضرب لهم طريقاً ( يعني اجعل لهم طريقاً ) في البحر ( بالضرب بالعصا ) يبساً ( يعني يابساً ليس فيه ماء ولا طين وذلك أن الله تعالى أيبس لهم الطريق في البحر ) لا تخاف دركاً ولا تخشى ( يعني لا تخاف أن يدركك فرعون من ورائك