صفحة رقم ٢٨٠
وجل :( كذلك نقص عليك من أنباء ( يعني من أخبار ) ما قد سبق ( يعني الأمم الخالية وقيل ما سبق من الأمور ) وقد آتيناك من لدنا ذكراً ( وهو القرآن ) من أعرض عنه ( يعني عن القرآن ولم يؤمن به ولم يعمل بما فيه ) فإنه يحمل يوم القيامة وزراً ( يعني حملاً ثقيلاً من الإثم ) خالدين فيه ( يعني مقيمين في عذاب الوزر ) وساء لهم يوم القيامة حملاً ( يعني بئس ما حملوا أنفسهم من الإثم ) يوم ينفخ في الصور ( قيل هو قرن ينفخ فيه يدعي به الناس للمحشر والمراد بهذه النفخة النفخة الثانية لأنه أتبعه بقوله ) ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً ( يعني نحشر المجرمين زرق العيون سود الوجوه وقيل عمياً وقي عطشاً ) يتخافتون ( يعني يتشاورون ) بينهم ( ويتكلمون خفية ) إن لبثتم ( يعني مكثتم في الدنيا ) إلا عشراً ( يعني عشر ليال وقيل في القبور وقيل بين النفختين وهو مقدار أربعين سنة وذلك أن العذاب رفع عنهم بين النفختين فاستقصروا مدة لبثهم لهول ما عاينوا فقال الله تعالى ) نحن أعلم بما يقولون ( يعني يتشاورون فيما بينهم ) إذ يقول أمثلهم طريقة ( أي أوفاهم وأعدلهم قولاً ) إن لبثتم إلا يوماً ( قصر ذلك في أعينهم في جنب ما استقبلهم من أهوال يوم القيامة وقيل نسوا مقدار لبثهم لشدة ما دهمهم قوله عز وجل ) ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً (.
قال ابن عباس : سأل رجل من ثقيف رسول الله ( ﷺ ) فقال كيف تكون الجبال يوم القيامة فأنزل الله تعالى هذه الآية والنسف هو القلع اي يقلعها من أصولها ويجعلها هباء منثوراً ) فيذرها ( أي يدع أماكن الجبال من الأرض ) قاعاً صفصفاً ( أي ارضاً ملساء مستوية لا نبات فيها ) لا ترى فيها جوعاً ولا أمتاً ( يعني لا انخفاضاً ولا ارتفاعاً يعني لا ترى وادياً ولا رابية ) يومئذ يتبعون الداعي ( أي صوت الداعي ويقف على صخرة بيت المقدس ويقول أيتها العظام البالية والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة هلموا إلى عرض الرحمن ) لا عوج له ( أي لا عوج لهم عن دعائه ولا يزيعون عنه يميناً ولا شمالاً بل يتبعونه سراعاً ) وخشعت الأصوات للرحمن ( يعني سكنت وذلت وخضعت وضعفت والمراد به أصحاب الأصوات وقيل خضعت الأصوات من شدة الفزع ) فلا تسمع إلا همساً (


الصفحة التالية
Icon