صفحة رقم ٣٠٧
البساط مسيرة شهر من الصباح إلى الرواح، وقال الحسن : لما شغلت نبي الله سليمان الخيل حتى فاتته، صلاة العصر غضب لله فعقر الخيل فأبدله الله مكانها خيراً منها وأسرع الريح تجري بأمره كيف شاء فكان يغدو من إيلياء فيقيل بإصطخر ثم يروح منها فيكون رواحه ببابل.
وروي أن سليمان سار من أرض العراق فقال بمدينة بلخ متخللاً بلاد الترك، ثم جاوزهم إلى أرض الصين يعدو على مسيرة شهر ويروح على مثل ذلك ثم عطف يمنة عن مطلع الشمس على ساحر البحر حتى أتى أرض السند وجاوزها وخرج منها إلى مكران وكرمان، ثم جاوزهما حتى أتى أرض فارس فنزلها أياماً، وغدا منها فقال بكسكر، ثم راح إلى الشام.
وكان مستقره بمدنية تدمر وكان أمر الشياطين قبل شخوصه إلى العراق فبنوها له بالصفاح والعمد والرخام الأصفر والأبيض، وفي ذلك يقول النابغة :
إلا سليمان إذ قال المليك له
قم في البرية فاحددها عن الفند
وجيش الجن إني قد أذنت لهم
يبنون تدمر بالصفاح والعمد
الأنبياء :( ٨٢ - ٨٣ ) ومن الشياطين من...
" ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " ( قوله عز وجل ) ومن الشياطين ( أي وسخرنا له من الشياطين ) من يغوصون له ( أي يدخلون تحت الماء فيخرجون له من قعر البحر الجواهر ) ويعملون عملاً دون ذلك ( أي دون الغوص وهو اختراع الصنائع العجيبة كما قال ) يعملون له ما يشاء من محاربيب وتماثيل ( " الآية، ويتجاوزون في ذلك إلى أعمال المدن والقصور والصناعات كاتخاذ النورة والقوارير والصابون وغير ذلك ) وكنا لهم حافظين ( يعني حتى لا يخرجوا عن أمره، وقيل : حفظناهم من أن يفسدوا ما عملوا وذلك أنهم كانوا إذا عملوا عملاً في النهار وفرغ قبل الليل أفسدوه وخربوه.
قيل : إن سليمان كان إذا بعث شيطاناً مع إنسان ليعمل له عملاً قال له إذا فرغ من عمله قبل الليل اشغله بعمل آخر لئلا يفسد ما عمل ويخربه.
قوله تعالى :( وأيوب إذ نادى ربه ( يعني دعا ربه.
ذكر قصة أيوب عليه السلام
قال وهب بن منبه : كان أيوب رجلاً من الروم وهو أيوب بن أموص بن تارخ بن روم


الصفحة التالية
Icon