صفحة رقم ٧٧
الكبر أن يطأطىء رأسه فينزعها وجعلت تضربه في ساقه، فخدشته فمرض فمات، ومر بهما العاص بن وائل السهمي فقال جبريل : كيف تجد هذا يا محمد ؟ فقال : بئس عبد الله، فأشار جبريل إلى أخمص قدمه وقال : قد كفيته.
فخرج العاص على راحلة يتنزه، ومعه ابناه فنزل شعباً من تلك الشعاب فوطىء شبرقة فدخل منها شوكة في أخمص رجله، فقال : لدغت لدغت فطلبوا فلم يجدوا شيئاً وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير، فمات مكانه.
ومر بهما الأسود بن المطلب فقال جبريل : كيف تجد هذا يا محمد ؟ فقال : عبد سوء فأشار جبريل بيده إلى عينيه.
وقال : قد كفيته فعمي.
قال ابن عباس : رماه جبريل بورقة خضراء فألهب بصره ووجعت عينه فجعل يضرب برأسه الجدار، حتى هلك وفي رواية الكلبي قال : أتاه جبريل وهو قاعد في أصل شجرة ومعه غلام له وفي رواية فجعل ينطح رأسه في الشجرة ويضرب وجهه بالشوك فاستغاث بغلامه، فقال له غلامه : ما أرى أحداً يصنع بك شيئاً غيرك فمات، وهو يقول قتلني محمد ومر بهما الأسود ابن عبد يغوث فقال جبريل : كيف تجد هذا يا محمد ؟ فقال : بئس عبد الله على أنه خالي.
فقال جبريل : قد كفيته وأشار إلى بطنه فاستسقى بطنه فمات.
وفي رواية الكلبي أنه خرج من أهله.
فأصابه سموم فاسود وجهه حتى صار حبشياً، فأتى أهله لم يعرفوه وأغلقوه دونه الباب فمات، وهو يقول : قتلني رب محمد.
ومر بهما الحارث بن قيس فقال جبريل : كيف تجد هذا يا محمد ؟ فقال : عبد سوء فأومأ جبريل إلى رأسه.
وقال قد كفيته فامتخط قيحاً فقلته.
قال ابن عباس : إنه أكل حوتاً مالحاً فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى أنقد بطنه فمات.
فذلك قوله تعالى ) إنا كفيناك المستهزئين ( يعني بك وبالقرآن.
الحجر :( ٩٦ - ٩٩ ) الذين يجعلون مع...
" الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " ( ) الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر فسوف يعلمون ( يعني إذا نزل بهم العذاب ففيه وعيد وتهديد.
قوله سبحانه وتعالى ) ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ( يعني بسبب ما يقولون، وهو ما كانوا يسمعونه من الاستهزاء به، والقول الفاحش والجبلة البشرية تأبى ذلك فيحصل عند سماع ذلك ضيق الصدر، فعند ذلك أمره بالتسبيح والعبادة وهو قوله ) فسبح بحمد ربك ( قال ابن عباس : فصلِّ بأمر ربك ) وكن من الساجدين ( يعني من المتواضعين لله، وقال الضحاك فسبح بحمد ربك قل سبحان الله وبحمده وكن من الساجدين يعني من المصلين روي أن النبي ( ﷺ )، كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، قال بعض العارفين من المحققين : أن السبب في زوال الحزن عن القلب، إذا أتى العبد بهذه العبادات أنه يتنور باطنه ويشرق قلبه، وينفسح وينشرح صدره فعند ذلك يعرف قدر الدنيا وحقارتها فلا يلتفت إليها، ولا يتأسف على فواتها فيزول الهم والغم والحزن عن قلبه.
وقال بعض العلماء : إذا نزل بالعبد مكروه ففزع