صفحة رقم ١٢١
من البدعة المطمئن إلى السنة ) وأزلفت الجنة ( أي قربت ) للمتقين وبرزت الجحيم ( أي أظهرت ) للغاوين ( أي للكافرين ) وقيل لهم ( يعني يوم القيامة ) أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم ( أي يمنعونكم من عذاب الله ) أو ينتصرون ( لأنفسهم ) فكبكبوا ( قال ابن عباس جمعوا وقيل قذفوا وطرحوا بعضهم على بعض وقيل : ألقوا على رؤوسهم ) فيها ( أي في جهنم ) هم والغاوون ( يعني الآلهة والعابدين وقيل : الجن والكافرين ) وجنود إبليس أجمعون ( يعني أتابعه ومن أطاعه من الإنس والجن وقيل ذريته ) قالوا وهم فيها يختصمون ( يعني العابدين والمعبودين ) تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم ( أي نعدلكم ) برب العالمين ( فنعبدكم ) وما أضلنا ( يعني دعانا إلى الضلال ) إلا المجرمون ( يعني من دعاهم إلى عبادة الأصنام من الجن والإنس، وقيل : الأولون الذي اقتدينا بهم وقيل يعني إبليس وابن آدم من دعاهم إلى عبادة الأصنام من الجن والإنس، وقيل : الأولون الذي اقتدينا بهم وقيل يعني إبليس وابن آدم الأول وهو قابيل، وهو أو من سن القتل وأنواع المعاصي ) فما لنا من شافعين ( يعني من يشفع لنا يعني كما أن للمؤمنين شافعين من الملائكة والأنبياء ) ولا صديق حميم ( أي قريب يشفع لنا، يقول ذلك الكفار حين يشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون، والصديق هو الصادق في المودة مع موافقة الدين عن جابر بن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول :( إن الرجل يقول في الجنة ما فعل بصديقي فلان وصديقه في الجحيم، فيقول الله عز وجل أخرجوا له صديقه إلى الجنة، فيقول من بقي فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ) رواه البغوي بإسناد الثعلبي.
وقال الحسن : استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة ) فلو أن لنا كرة ( أي رجعة إلى الدنيا ) فنكون من المؤمنين ( أي أنهم تمنوا الرجعة حين لا رجعة لهم.
الشعراء :( ١٠٣ - ١٢٩ ) إن في ذلك...
" إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين فاتقوا الله وأطيعون قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون قال وما علمي بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين قال رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون " ( ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ( أي مع هذه الدلائل والآيات ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( أي المنتقم الذي لا يغالب وهو في وصف عزته رحيم.
قوله عز وجل ) كذب قوم نوح المرسلين ( اي كذبت جماعة قوم نوح، قيل : القوم مؤنثة وتصغيرها قويمة.
فإن قلت : كيف قال المرسلين وإنما هو رسول واحد وكذلك باقي القصص.
قلت : لأن دين الرسل واحد وإن الآخر منهم جاء بما جاء به