صفحة رقم ١٢٣
هود باتخاذها، ومعنى تعبثون تلعبون بالحمام ) وتتخذون مصانع ( قال ابن عباس أبنية وقيل قصوراً مشيدة وحصوناً مانعة، وقيل مآخذ الماء يعني الحياض ) لعلكم تخلدون ( أي كأنكم تبقون فيها خالدين لا تموتون.
الشعراء :( ١٣٠ - ١٥٥ ) وإذا بطشتم بطشتم...
" وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأولين وما نحن بمعذبين فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتتركون في ما ها هنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا إنما أنت من المسحرين ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم " ( ) وإذا بطشتم ( أي وإذا أخذتم وسطوتم ) بطشتم جبارين ( أي قتلاً بالسيف وضرباً بالسوط والجبار الذي يضرب ويقتل على الغضب، وهو مذموم في وصف البشر ) فاتقوا الله وأطيعون ( فيه زيادة زجر عن حب الدنيا والشرف والتفاخر ) واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون ( أي أعطاكم من الخير ما تعلمون ثم ذكر ما أعطاهم فقال ) أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون ( فيه التنبيه على نعمة الله تعالى عليهم ) إني أخاف عليكم ( قال ابن عباس إن عصيتموني ) عذاب يوم عظيم ( فكان جوابهم أن ) قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ( أي أنهم أظهروا قلة اكتراثهم بكلامه، واستخفافهم بما أورده من المواعظ والوعظ كلام يلين القلب يذكر الوعد والوعيد ) إن هذا إلا خلق الأولين ( قرىء بفتح الخاء أي اختلاق الأولين وكذبهم وقرىء خلق بضم الخاء، واللام أي عادة الأولين من قبلنا أنهم يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث ولا حساب وقولهم ) وما نحن بمعذبين ( أين أنهم أظهروا بذلك تقوية نفوسهم فيما تمسكوا به من إنكارهم المعاد ) فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( قوله تعالى ) كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتتركون فيما ها هنا آمنين ( أي في الدنيا من العذاب ) في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها ( أي ثمرها الذي يطلع منها ) هضيم ( قال ابن عباس : لطيف وعنه يانع نضيج وقيل : هو اللين الرخو.
وقيل : متهشم يتفتت إذا مس.
وقيل : الهضيم هو الذي دخل بعضه في بعض من النضج أو النعومة وقيل هو المدرك ) وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين ( وقرىء فرهين قيل : الفاره الحاذق بنحتها والفره قال ابن عباس : الأشر والبطر وقيل : معناه


الصفحة التالية
Icon