صفحة رقم ١٢٦
محمد ( ﷺ ) ) أن يعلمه ( يعني يعلم محمداً ( ﷺ ) ) علماء بني إسرائيل (.
قال ابن عباس : بعث أهل مكة إلى اليهود وهم بالمدينة يسألونهم عن محمد ( ﷺ ) فقالوا إن هذا لزمانه وإنا نجد في التوراة نعته وصفته فكان ذلك آية على صدقه ( ﷺ ) قيل كانوا خمسة عبدالله بن سلام وابن يامين وثعلبة وأسد وأسيد.
قوله تعالى ) ولو نزلناه ( يعني القرآن ) على بعض الأعجمين ( جمع أعجمي وهو الذي لا يفصح ولا يحسن العربية، وإن كان عربياً في النسب ومعنى الآية، وأنزلنا القرآن على رجل ليس بعربي اللسان ) فقرأه عليهم ( يعني القرآن ) ما كانوا به مؤمنين ( أي لقالوا لا نفقه قولك وقيل معناه لما آمنوا به أنفه من اتباع من ليس من العرب ) كذلك سلكناه ( قال ابن عباس : يعني أدخلنا الشرك والتكذيب ) في قلوب المجرمين لا يؤمنون به ( آي القرآن ) حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون ( أي لنؤمن ونصدق وتمنوا الرجعة ولا رجعة لهم ) أفبعذابنا يستعجلون ( قيل لما وعدهم النبيّ ( ﷺ ) بالعذاب قالوا إلى متى توعدنا بالعذاب ومتى هذا العذاب، فأنزل الله أفبعذابنا يستعجلون ) أفرأيت إن متعناهم سنين ( أي كفار مكة في الدنيا ولم نهلكهم ) ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ( يعني العذاب ) ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ( أي في تلك السنين الكثيرة والمعنى أنهم وإن طال تمتعهم بنعيم الدنيا، فإذا أتاهم العذاب لم يغن عنهم طول التمتع شيئاً ويكونوا كأنهم لم يكونوا في نعيم قط ) وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ( أي رسل ينذرونهم ) ذكرى ( أي تذكره ) وما كنا ظالمين ( أي في تعذيبهم حيث قدمنا الحجة عليهم ) وما تنزلت به الشياطين ( يعني أن المشركين كانوا يقولون : إن الشياطين يلقون القرآن على قلب محمد ( ﷺ ) ذلك ) وما ينبغي لهم ( أن ينزلوا بالقرآن ) وما يستطيعون ( أي ذلك، ثم إنه تعالى ذكر سبب ذلك فقال ) إنهم عن السمع لمعزولون ( أي محجوبون بالرمي بالشهب فلا يصلون إلى استراق السمع ) فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين ( الخطاب للنبي ( ﷺ ) والمراد به غيره لأنه معصوم من ذلك.
قال ابن عباس : يحذر بهم غيره يقول أنت أكرم الخلق علي، ولو اتخذت إلهاً غيري لعذبتك.
قوله تعالى