صفحة رقم ١٤٨
الوفد ) ارجع إليهم ( أي بالهدية ) فلنأتينهم بجنود لا قبل ( أي لا طاقة ) لهم بها ولنخرجنهم منها ( أي من أرض سبأ ) أذلة وهم صاغرون ( أي إن لم يأتوني مسلمين قال وهب وغيره من أهل الكتاب : لما رجعت رسل بلقيس إليها أي من عند سليمان، وبلغوها ما قال سليمان قالت والله لقد عرفت ما هذا بملك وما لنا به من طاقة.
فبعثت إلى سليمان إني قادمة عليك بملوك قومي حتى أنظر ما أمرك، وما الذي تدعو إليه من دينك، ثم أمرت بعرشها فجعلته في آخر سبعة أبيات بعضها داخل بعض ثم أغلقت عليه سبعة أبواب، ووكلت به حراساً يحفظونه ثم قالت لمن خلفت على ملكها احتفظ بما قبلك وسرير ملكي لا يخلص إليه أحد، ثم أمرت منادياً ينادي في أهل مملكتها تؤذنهم بالرحيل، وشخصت إلى سليمان في أثني عشر ألف قيل من ملوك اليمن كل قيل تحت يده ألوف كثيرة، قال ابن عباس : وكان سليمان رجلاً مهيباً لا يبتدأ بشيء حتى يكون هو الذي يسأل عنه.
فخرج يوماً فجلس على سريره فرأى رهجاً قريباً منه قال ما هذا ؟ قالوا : بلقيس قد نزلت منا بهذا المكان وكان على مسيرة فرسخ من سليمان فأقبل سليمان على جنوده ) قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرضها قبل أن يأتوني مسلمين ( قال ابن عباس يعني طائعين وقيل مؤمنين.
قيل : غرض سليمان في إحضار عرشها ليريها قدرة الله تعالى وإظهار معجزة دالة على نبوته، وقيل أراد أن ينكره ويغيره قبل مجيئها ليختبر بذلك عقلها وقيل : إن سليمان علم أنها إن أسلمت يحرم عليه مالها فأراد أن يأخذ سريرها قبل أن يحرم عليه أخذه لأنه أعجبه وصفه، لما وصفه له الهدهد وقيل أراد أن يعرف قدر ملكها لأن السرير على قدر المملكة ) قال عفريت من الجن ( وهو المارد القوي، وقال ابن عباس العفريت الداهية قال وهب : اسمه كوذي.
وقيل : ذكوان.
وقيل : هو صخر المارد وكان مثل الجبل يضع قدمه عند منتهى طرفه ) أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ( أي مجلس قضائك قال ابن عباس : وكان له في الغداة مجلس يقضي فيه إلى متسع النهار وقيل نصفه ) وإني عليه ( أي على حمله ) لقوي أمين ( أي على ما فيه من الجواهر وغيرها قال سليمان : أريد أسرع من ذلك.
النمل :( ٤٠ - ٤٤ ) قال الذي عنده...
" قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين " ( ) قال الذين عنده علم من الكتاب ( قيل هو جبريل.
وقيل : هو ملك أيد الله به سليمان وقيل هو آصف بن برخيا


الصفحة التالية
Icon