صفحة رقم ١٥٥
وسقط عنهم علمه.
وقيل بل علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوا فيه وعلموا عنه في الدنيا وهو قوله تعالى ) بل هم في شك منها ( أي هم اليوم في شك من الساعة ) بل هم منها عمون ( جمع عم وهو أعمى القلب وقيل معنى الآية أن الله أخبر عنهم إذا بعثوا يوم القيامة يستوي علمهم في الآخرة، وما وعدوا فيها من الثواب والعقاب وإن كانت علومهم مختلفة في الدنيا.
قوله تعالى ) وقال الذين كفروا ( أي مشركو مكة ) أإذا كنا تراباً وآباؤنا أإنا لمخرجون ( أي من قبورنا أحياء ) لقد وعدنا هذا ( أي هذا البعث ) نحن وآباؤنا من قبل ( أي من قبل محمد صلى الله عليه سلم وليس ذلك بشيء ) إن هذا ( أي ما هذا ) إلا أساطير الأولين ( أي أحاديثهم وأكاذيبهم التي كتبوها ) قيل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ( أي بتكذيبهم إياك وإعراضهم عنك.
) ولا تكن في ضيق مما يمكرون ( نزلت في المستهزئين الذي اقتسموا عقاب مكة ) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل عسى أن يكون ردف ( أي دنا وقرب ) لكم ( وقيل معناه ردفكم ) بعض الذي تستعجلون ( أي من العذاب فحل بهم ذلك يوم بدر.
قوله عز وجل ) وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم ( أي تخفى ) وما يعلنون ( أي من عداوة رسول الله ( ﷺ ) ) وما من غائبة ( أي من جملة غائبة من مكتوم سر وخفي أمر وشيء غائب ) في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ( يعني في اللوح المحفوظ ) إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل ( أي يبين لهم ) أكثر الذين هم فيه يختلفون ( أي من أمر الدين، وذلك أن أهل الكتاب اختلفوا فيما بينهم فصاروا أحزاباً يطعن بعضهم على بعض فنزل القرآن ببيان ما اختلفوا فيه ) وإنه ( يعني القرآن ) لهدى ورحمة للمؤمنين إن ربك يقضي بينهم (


الصفحة التالية
Icon