صفحة رقم ١٦٢
وضعفوا عن دفعه عن أنفسهم ) إنه كان من المفسدين ( أي بالقتل والتجبر في الأرض ) ونريد أن نمن ( أي ننعم ) على الذين استضعفوا في الأرض ( يعني بني إسرائيل ) وجعلهم أئمة ( أي قادة في الخير يقتدى بهم وقيل ولادة ملوكاً ) وجعلهم الوارثين ( يعين أملاك فرعون، وقومه بأن نجعلهم في مساكنهم ) ونمكن لهم في الأرض ( أي نوطن لهم أرض مصر والشام، ونجعلها لهم سكناً ) ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ( أي يخافون وذلك أنهم أخبروا أن هلاكهم على يد رجل من بني إسرائيل وكانوا على حذر منه فأراهم الله ما كانوا يحذرون.
قوله تعالى ) وأوحينا إلى أم موسى ( هو وحي إلهام، وذلك بأن قذف في قلبها واسمها يوحانذ من نسل لاوي بن يعقوب ) أن أرضعيه ( قيل أرضعته ثمانية أشهر وقيل أربعة وقيل ثلاثة كانت ترضعه، وهو لا يبكي ولا يتحرك في حجرها ) فإذا خفت عليه ( أي الذبح ) فألقيه في اليم ( أي في البحر وأراد نيل مصر ) ولا تخافي ( أي عليه من الغرق وقيل الضيعة ) ولا تحزني ( أي على فراقه ) إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ( قال ابن عباس إن بني إسرئيل لما كثروا بمصر استطالوا على الناس، وعملوا بالمعاصي ولم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر فسلط القبط فاستضعفوهم إلى أن اجازهم الله على يد نبيه موسى عليه الصلاة والسلام.
ذكر القصة في ذلك
قال ابن عباس : إن أم موسى لما تقاربت ولادتها، كانت قابلة من القوابل التي وكلهن فرعون بحبالى بني إسرائيل مصافية لأم موسى فلما ضربها الطلق أرسلت إليها، وقالت لها : قد نزل بي ما نزل فلينفعني حبك إياي اليوم، فعالجت قبالها فلما وقع موسى بالأرض هالها نور عيني موسى