صفحة رقم ١٧١
لا تصف الريح بدنك ) قال ( شعيب عند ذلك ) إني أريد أن أنكحك ( أي أزوجك ) إحدى ابنتي هاتين ( قيل زوجه الكبرى وقال الأكثرون إنه زوجه الصغرى منها واسمها صفوراء وهي التي ذهبت في طلب موسى ) على أن تأجرني ثمان حجج ( أي تكون لي أجيراً ثمان سنين ) فإن أتممت عشراً فمن عندك ( أي فإن أتممت العشر سنين فذلك تفضل منك وتبرع ليس بواجب عليك ) وما أريد أن أشق عليك ( أي ألزمك تمام العشر إلا أن تتبرع ) ستجدني إن شاء الله من الصالحين ( أي في حسن الصحبة والوفاء بما قلت وقيل يريد بالصلاح حسن المعاملة ولين الجانب وإنما قال إن شاء الله للاتكال على توفيقه ومعونته ) قال ( يعني موسى ) ذلك بيني وبينك ( يعني ما شرطت علي فلك وما شرطت من تزوج إحداهما فلي والأمر بيننا على ذلك ) أيما الأجلين قضيت ( أي أيّ الأجلين أتممت وفرغت منه الثمانية أو العشرة ) فلا عدوان علي ( أي لا ظلم علي بأن أطالب بأكثر منه ) والله على ما نقول وكيل ( قال ابن عباس شهيد بيني وبينك
( خ ) عن سعيد بن جبير قال : سألني يهودي من أهل الحيرة أي الأجلين قضى موسى ؟ قلت لا أدري حتى أقدم على خير العرب فاسأله فقدمت فسألت ابن عباس : فقال قضى أكثرهما وأطيبهما لأن رسول الله إذا قال فعل وروي عن أبي ذر مرفوعاً :( إذا سئلت أي الأجلين قضى موسى فقل خيرهما وأبرهما وإذا سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما وهي التي جاءت فقالت يا أبت استأجره فتزوج صغراهما وقضى أوفاهما ).
وقال وهب أنكحه الكبرى وروى شداد بن أوس مرفوعاً بكى شعيب النبيّ ( ﷺ ) حتى عمي فرد الله عليه بصره ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره فقال الله له : ما هذا البكاء أشوقاً إلى الجنة أم خوفاً من النار فقال : لا يا رب ولكن شوقاً إلى لقائك فأوحى الله إليه إن يكن ذلك فهنيئاً لك لقائي يا شعيب لذلك أخدمتك كليمي موسى ولما تعاقدا هذا العقد بينهما أمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصاه يدفع بها السباع عن غنمة قيل كانت من آس الجنة حملها آدم معهه فتوارثها الأنبياء وكان لا يأخذها غير نبي إلا أكلته فصارت من آدم إلى نوح ثم إلى إبراهيم حتى وصلت إلى شعيب فأعطاها موسى.
ثم إن موسى لما قضى الأجل سلم شعيب إليه ابنته فقال لها موسى اطلبي من أبيك


الصفحة التالية
Icon