صفحة رقم ١٨٢
شغلك وحياتك قبل موتك ) هذا حديث مرسل وعمرو بن ميمون لم يلق النبي ( ﷺ ) ) وأحسن كما أحسن الله إليك ( أي أحسن بطاعة الله كما أحسن إليك بنعمته وقيل أحسن إلى الناس ) ولا تبغ ( أي ولا تطلب ) الفساد في الأرض ( وكل من عصى الله فقد طلب الفساد في الأرض ) إن الله لا يحب المفسدين قال ( يعني قارون ) إنما أوتيته على علم عندي ( أي على فضل وخير علمه الله عندي فرآني أهلاً لذلك ففضلني بهذا المال عليكم كما فضلني بغيره.
وقيل هو علم الكيمياء وكان موسى يعلمه فعلم يوشع بن نون ثلث ذلك العلم وعلم كالب بن يوقنا ثلثه وعلم قارون ثلثه فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه، فكان يصنع من الرصاص فضة ومن النحاس ذهباً وكان ذلك سبب كثرة أمواله وقيل كان علمه حسن التصرف في التجارات والزراعات وأنواع المكاسب قال الله عز وجل ) ألم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً ( أي للأموال ) ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ( قيل معناه أن الله تعالى إذا أراد عقاب المجرمين فلا حاجة به إلى سؤالهم لأنه عالم بحالهم وقيل لا يسألون سؤال استعلام وإنما يسألون سؤال توبيخ وتقريع وقيل لا تسأل الملائكة عنهم لأنهم يعرفونهم بسيماهم.
قوله عز وجل ) فخرج على قومه في زينته ( قيل : خرج هو وقومه وهم سبعون ألفاً عليهم الثياب الحمر والصفر والمعصفرات وقيل خرج على براذين بيض عليها سرج الأرجوان.
وقيل : خرج على بغلة شهباء عليها سرج من ذهب وعليه الأرجوان ومعه أربعة آلاف فارس وعليهم وعلى دوابهم الأرجوان ومعه ثلاثمائة جارية بيضاء عليهم الحلي والثياب الحمر وهن على البغال الشهب ) قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ( أي من المال.
القصص :( ٨٠ - ٨٢ ) وقال الذين أوتوا...
" وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون " ( ) وقال الذين أوتوا العلم ( أي بما وعد الله في الآخرة وقال ابن عباس : يعني الأحبار من بني إسرائيل للذين تمنوا مثل ما أوتي قارون ) ويلكم ثواب الله ( أي ما عند الله من الثواب والخير ) خير لمن آمن ( أي صدق بتوحيد الله ) وعمل صالحاً ( أي ذلك خير مما أوتي قارون في الدنيا


الصفحة التالية
Icon