صفحة رقم ٢٠٥
والأرض ( قال ابن عباس يحمده أهل السموات والأرض ويصلون له ) وعشيّاً ( أي وصلوا لله عشيّاً يعني صلاة العصر ) وحين تظهرون ( أي تدخلون في الظهيرة وهي صلاة الظهر.
قال نافع ابن الأزرق لابن عباس : هل تجد الصلوات الخمس في القرآن ؟ قال : نعم وقرأ هاتين الآيتين وقال : جمعتا الصلوات الخمس ومواقيتها.
واعلم أنه خص هذه الأوقات بالتسبيح لأن أفضل الأعمال أدومها والإنسان لا يقدر أن يصرف جميع أوقاته إلى التسبيح لأنه محتاج إلى ما يعيشه من مأكول ومشروب وغير ذلك فخفف الله عنه العبادة في غالب الأوقات وأمره بها في أول النهار وفي أول الليل وآخره فإذا صلى العبد ركعتي الفجر فكأنما سبح قدر ساعتين وكذلك باقي الركعات وهي سبع عشرة ركعة مع ركعتي الفجر فإذا صلى الإنسان الصلوات الخمس في أوقاتها فكأنما سبح الله سبع عشرة ساعة من الليل والنهار بقي عليه سبع ساعات في جميع الليل والنهار وهي مقدار النوم والنائم مرفوع عنه القلم فيكون قد صرف جميع أوقاته في التسبيح والعبادة.
فصل في فضل التسبيح
عن أبي هريرة أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( من قال سبحان الله وبحمده في كل يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) وعنه عن النبي ( ﷺ ) قال :( من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زيد عليه ) أخرجهما الترمذي وقال فيهما حسن صحيح
( ق ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) :( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) وهذا الحديث أخرجه في صحيح البخاري ( م ) عن جويرية بنت الحارث زوج النبي ( ﷺ ) رضي الله عنها :( أن النبي ( ﷺ ) خرج ذات غداة من عندها وهي في مسجدها فرجع بعدما تعالى النهار فقال مازلت في مجلسك هذا مذ خرجت بعد ؟ قالت نعم فقال : لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرار لو وزنت بكلماتك لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ) ( م ) عن سعد بن أبي وقاص قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه سلم