صفحة رقم ٢٠٧
) وله من في السموات والأرض كل له قانتون ( مطيعون قال ابن عباس كل له مطعيون في الحياة والبقاء والموت والبعث وإن عصوا في العبادة ) وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ( أي يخلقهم أولاً ثم يعيدهم بعد الموت للبعث ) وهو أهون عليه ( أي هو هين عليه وما من شيء عليه بعزيز وقيل معناه وهو أيسر عليه فإن الذي يقع في عقول الناس أن الإعادة تكون أهون من الإنشاء وقيل : هو أهون على الخلق وذلك لأنهم يقومون بصيحة واحدة فيكون أهون عليهم من أن يكونوا نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً إلى أن يصيروا رجالاً ونساء.
وهو رواية عن ابن عباس ) وله المثل الأعلى ( أي الصفة العليا قال ابن عباس : ليس كمثله شيء وقيل هو الذي لا إله إلا هو ) في السموات والأرض وهو العزيز ( أي في ملكه ) الحكيم ( في خلقه.
الروم :( ٢٨ - ٣٣ ) ضرب لكم مثلا...
" ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون " ( قوله عز وجل :( ضرب لكم مثلاً ( أي بين لكم شبهاً بحالكم ذلك المثل ) من أنفسكم ( ثم بين المثل فقال تعالى ) هل لكم من ما ملكت أيمانكم ( أي عبيدكم وإمائكم ) من شركاء فيما رزقناكم ( أي من المال ) فأنتم فيه سواء ( يعني هل يشارككم عبيدكم في أموالكم التي أعطيناكم ) تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ( أي تخافون أن يشاركوكم في أموالكم ويقاسموكم كما يخاف الحر من شريكه الحر في المال يكون بينهما أن ينفرد فيه بأمره دون شريكه ويخاف الرجل شريكه في الميراث وهو يحب أن ينفرد به.
قال ابن عباس : تخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضاً فإذا لم تخافوا هذا من مماليككم ولا ترضوه لأنفسكم فكيف ترضون أن تكون آلهتكم التي تعبدونها شركائي وهم عبيدي ) كذلك نفصل الآيات ( أي الدلالات والبراهين والأمثال ) لقوم يعقلون ( أي ينظرون في هذه الدلائل والأمثال بعقولهم ) بل اتبع الذين ظلموا ( يعني أشركوا بالله ) أهواءهم ( أي في الشرك ) بغير علم ( جهلاً بما يجب عليهم ) فمن يهدي من أضل الله ( أي عن طريق الهدى ) وما لهم من ناصرين ( أي مانعين يمنعونهم عن عذاب الله.
قوله تعالى ) فأقم وجهك للدين ( يعني أخلص دينك لله وقيل سدد عملك والوجه ما يتوجه إلى الله


الصفحة التالية
Icon