صفحة رقم ٢١٤
الآية ) ومن الناس من يشتري لهو ليضل عن سبيل الله ( وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله له شيطانين أحدهما على هذا المنكب والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت أخرجه الترمذي وهذا لفظه عن أبي أسامة أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام ) وفي مثل هذا نزلت ) ومن الناس من يشتري لهو الحديث ( الآية وعن أبي هريرة ( أن النبي ( ﷺ ) نهى عن ثمن الكلب وكسب المزمار ) وقال مكحول من اشترى جارية ضرابة ليمسكها لغنائها وضربها مقيماً عليه حتى يموت لم أصل عليه إن الله تعالى يقول :( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ( الآية وعن أبي مسعود وابن عباس والحسن وعكرمة وسعيد بن جبير قالوا لهو الحديث هو الغناء والآية نزلت فيه ومعنى تشتري يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن.
وقال أبو الصهباء : سألت ابن مسعود عن هذه الآية فقال هو الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات وقال إبراهيم النخعي الغناء ينبت النفاق وقيل : هو كل لهو ولعب وقيل : هو الشرك ) ليضل عن سبيل الله ( يعني عن دين الإسلام وسماع القرآن ) بغير علم ( يعني يفعله عن جهل وحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق ) ويتخذها هزواً ( أي يتخذ آيات الله مزحاً ) أولئك ( يعني الذين هذه صفتهم ) لهم عذاب مهين (.
لقمان :( ٧ - ١٥ ) وإذا تتلى عليه...
" وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون " ( ) وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً ( أي لا يعبأ بها ولا يرفع رأساً ) كأن لم يسمعها ( أي يشبه حاله في ذلك حال من لم يسمعها وهو سامع ) كأن في أذنيه وقراً ( أي ثقلاً ولا وقر فيهما ) فبشره بعذاب أليم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقاً ( يعني وعدهم الله ذلك وعداً حقاً وهو لا يخلف المعياد ) وهو العزيز الحكيم ( قوله تعالى ) خلق السموات بغير عمد ( قيل إن السماء خلقت مبسوطة كصفحة مستوية وهو قول المفسرين وهي في الفضاء والفضاء لا نهاية له وكون السماء في بعضه دون بعض ليس ذلك إلا بقدره قادر مختار وإليه الإشارة بقوله بغير عمد ) ترونها ( أي ليس لها شيء يمنعها الزوال من موضعها وهي ثابتة لا تزول وليس ذلك إلا بقدرة الله تعالى.
وفي قوله ترونها وجهان : أحدهما أنه راجع إلى السموات أي ليست هي بعمد وأنتم ترونها كذلك بغير عمد.
الوجه الثاني أنه راجع إلى العمد ومعناه بغير عمد مرئية ) وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ( أي لئلا تتحرك بكم ) وبث فيها ( أي في الأرض ) من كل دابة ( أي يسكنون فيها ) وأنزلنا من السماء ماء ( يعني المطر وهو من إنعام الله على عباده وفضله ) فأنبتنا فيها من كل زوج كريم (


الصفحة التالية
Icon