صفحة رقم ٢٢٤
الصلاة، وقال أنس نزلت فينا معاشر الأنصار كنا نصلي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلي العشاء مع رسول الله ( ﷺ ).
عن أنس في قوله ) تتجافى جنوبهم عن المضاجع ( نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة أخرجه الترمذي وقال الحديث حسن غريب صحيح.
وفي رواية أبي داود عنه قال كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء أي يصلون، وهو قول أبي حازم ومحمد بن المنكدر وقيل هي صلاة الأوابين.
روي عن ابن عباس قال : إن الملائكة لتحف بالذين يصلون بين المغرب والعشاء وهي صلاة الأوابين وقال عطاء : هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الأخيرة والفجر في جماعة بدليل قوله ( ﷺ ) ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ) أخرجه مسلم من حديث عثمان بن عفان.
( ق ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ) وأشهر الأقاويل أن المراد منه صلاة الليل وهو قول الحسن ومجاهد ومالك والأوزاعي وجماعة.

فصل : في فضل قيام الليل والحث عليه


عن معاذ بن جبل قال كنت مع رسول الله ( ﷺ ) في سفر فأصبحت يوماً قريباً منه وهو يسير، فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار.
قال ( سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ ) تتجافى جنوبهم عن المضاجع ( حتى بلغ ) جزاء بما كانوا يعملون (، ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت بلى يا رسول الله.
قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد، ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؛ قلت بلى يا رسول الله قال فأخذ بلسانه وقال اكفف عليك هذا.
فقلت يا رسول الله وإنما لمؤاخذون بما نتكلم فقال : ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجهوهم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) أخرجه الترمذي عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله ( ﷺ ) قال ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى ربكم وتكفير السيئات ومنهاة عن الآثام ومطردة الداء عن الجسد ) أخرجه الترمذي.
عن ابن مسعود


الصفحة التالية
Icon