صفحة رقم ٢٣٠
واحدة، وهما حالتان متنافيتان فكذلك لا تكون امرأة المظاهر أمه حتى يكون له أمان ولا يكون ولد واحد ابن رجلين.
قوله تعالى ) وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم ( وصورة الظهار أن يقول الرجل لامرأته أنت علي كظهر أمي، يقول الله وما جعل نساءكم التي تقولون لهن هذا في التحريم كأمهاتكم، ولكنه منكم منكر وزور وفيه كفارة، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله في سورة المجادلة.
قوله تعالى ) وما جعل أدعياءكم ( يعني الذين تتبنونهم ) أبناءكم ( وفيه نسخ التبني، وذلك أن الرجل كان في الجاهلية يتبنى الرجل فيجعله كالابن المولود يدعوه إليه الناس ويرث ميراثه، وكان النبي ( ﷺ ) أعتق زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي وتبناه قبل الوحي، وآخى بينه وبين حمزة بن عبدالمطلب، فلما تزوج رسول الله ( ﷺ ) زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة، قال المنافقون تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عن ذلك فأنزل الله هذه الآية ونسخ بها التبني ) ذلكم قولكم بأفواهكم ( أي لا حقيقة له يعني قولهم زيد بن محمد وادعاء النسب لا حقيقة له ) والله يقول الحق ( يعني قوله الحق ) وهو يهدي السبيل ( يعني يرشد إلى سبيل الحق.
الأحزاب :( ٥ - ٦ ) ادعوهم لآبائهم هو...
" ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا " ( ) ادعوهم لآبائهم ( يعني الذين ولدوهم فقولوا زيد بن حارثة ) هو أقسط عند الله ( يعني أعدل عند الله
( ق ) عن ابن عمر قال : إن زيد بن حارثة مولى رسول الله ( ﷺ ) ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل ) ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ( الآية ) فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ( يعني فهم إخوانكم ) ومواليكم ( أي كانوا محررين وليسوا ببنيكم أي فسموهم بأسماء إخوانكم في الدين، وقيل معنى مواليكم أولياؤكم في الدين ) وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ( أي قبل النهي فنسبتموه إلى غير أبيه ) ولكن ما تعمدت قلوبكم ( أي من دعائهم إلى غير آبائهم بعد النهي وقيل فيما أخطأتم به أن


الصفحة التالية
Icon