صفحة رقم ٢٣٣
وقيل ليسأل الصادقين بأفواههم عن صدقهم في قلوبهم ) وأعد للكافرين عذاباً أليماً ( قوله تعالى ) يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم ( وذلك حين حوصر المسلمون مع النبي ( ﷺ ) بالمدينة أيام الخندق ) إذ جاءتكم جنود ( يعني الأحزاب وهم قريش وغطفان ويهود قريظة والنضير ) فأرسلنا عليهم ريحاً ( يعني الصبا قال عكرمة قالت الجنوب للشمال ليلة الأحزاب انطلقي ننصر رسول الله ( ﷺ ).
فقالت الشمال إن الحرة لا تسري بالليل.
فكانت الريح التي أرسلت عليهم الصبا
( ق ) عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ( ﷺ ) قال ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) وقيل الصبا ريح فيها روح ما هبت على محزون إلا ذهب حزنه، قوله تعالى ) وجنوداً لم تروها ( يعني الملائكة، ولم تقاتل ملائكة يومئذ فبعث الله عز وجل تلك الليلة ريحاً باردة فقلعت الأوتاد وقطعت أطناب الفساطيط وأطفأت النيران وأكفأت القدور وما جاءت الخيل بعضها في بعض وكثر تكبير الملائكة في جوانب عسكرهم، حتى كان سيد كل حي يقول يا نبي فلان النجاء النجاء هلموا إلي فإذا اجتمعوا عنده قال النجاء النجاء فانهزموا من غير قتال لما بعث الله عليهم من الرعب ) وكان الله بما تعملون بصيراً (.
ذكر غزوة الخندق وهي الأحزاب
قال : البخاري قال موسى بن عقبة : كانت في شوال سنة أربع من الهجرة.
وروي محمد بن إسحاق عن مشايخه قال : دخل حديث بعضهم في بعض أن نفراً من اليهود منهم سلام بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وهو ابن قيس وأبو عمار الوائلي في نفر من بني النضير ونفر من بني وائل، وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه سلم خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة، فدعوهم إلى حرب رسول الله ( ﷺ ) وقالوا إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فقالت لهم قريش يا معشر اليهود أنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، فديننا خير أم دينه ؟ قالوا دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه فهم الذين قال الله تعالى فيهم ) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ( " إلى قوله ) وكفى بجهنم سعيراً ( " قال فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ما قالوا ونشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول الله صلى الله عليه سلم.
فاجتمعوا على


الصفحة التالية
Icon