صفحة رقم ٢٤٧
عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون قال اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحاً من دون أحد فقال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه : من المؤمنين رجال صدقوا ما عدهوا الله عليه إلى آخر الآية.
( ق ) عن خباب بن الأرت قال ( هاجرنا مع رسول الله ( ﷺ ) نلتمس وجه الله.
فوقع أجرنا على الله فمنا من مات ولم يأكل من أجره شيئاً منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد وترك نمرة وكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدت رأسه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه سلم أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه من الأذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها ) النمرة كساء ملون من صوف، وقوله ومنا من أينعت أي أدركت ونضجت له ثمرته، وهذه استعارة لما فتح الله لهم من الدنيا، وقوله يهدبها أي يجتنيها ويقطعها.
عن أبي موسى بن طلحة قال ( دخلت على معاوية فقال ألا أبشرك سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول : طلحة ممن قضى نحبه ) أخرجه الترمذي.
وقال هذا حديث غريب
( خ ) عن قيس ابن أبي حازم قال ( رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي ( ﷺ ) يوم أحد ).
الأحزاب :( ٢٤ - ٢٦ ) ليجزي الله الصادقين...
" ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا " ( قوله عز وجل :( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ( أي جزاء صدقهم وصدقهم هو الوفاء بالعهد ) ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم ( أي فيهديهم إلى الإيمان ويشرح له صدورهم ) إن الله كان غفوراً رحيماً ورد الله الذين كفروا ( يعني قريش وغطفان ) بغيظهم ( أي لم يشف صدروهم بنيل ما أرادوا ) لم ينالوا خيراً ( أي ظفراً ) وكفى الله المؤمنون القتال ( أي الملائكة والريح ) وكان الله قوياً ( أي في ملكه ) عزيزاً ( أي في انتقامه.
قوله تعالى ) وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب ( أي عاونوا الأحزاب من قريش وغطفان على رسول الله ( ﷺ ) وعلى المسلمين وهم بنو قريظة ) من صياصيهم ( أي من حصونهم ومعاقلهم واحدها


الصفحة التالية
Icon