صفحة رقم ٢٥٣
عليه وسلم قبل بني قريظة حاصر بني قينقاع وكانوا حلفاء الخزرج فنزلوا على حكمه.
فسأله إياهم عبد الله بن أبي سلول فوهبهم له.
فلما كلمه الأوس قال رسول الله ( ﷺ ) ( ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم قالوا بلى.
قال : فذلك إلى سعد بن معاذ ) وكان سعد جعله رسول الله صلى الله عليه سلم في مسجده في خيمة امرأة من المسلمين يقال لها رفيدة وكانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين وكان رسول الله ( ﷺ ) قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق ( اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب )، فلما حكمه رسول الله صلى الله عليه سلم في بني قريظة أتاه قومه فحملوه على حمار قد وطئوا له وسادة من أدم وكان رجلاً جسيماً ثم أقبلوا معه إلى رسول الله ( ﷺ )، وهم يقولون يا أبا عمرو أحسن في مواليك فإن رسول الله ( ﷺ ) إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم فلما أكثروا عليه.
قال :( قد آن لسعد أن تأخذه في الله لومة لائم ) فرجع بعض من كان معه من قومه إلا دار بني الأشهل فنعى لهم رجال بني قريظة قبل أن يصل إليهم سعد بن معاذ عن كلمته التي سمع منه، فلما انتهى سعد إلى رسول الله ( ﷺ ) قال قوموا إلى سيدكم فأنزلوه فقاموا إليه وقالوا : يا أبا عمر إن رسول الله ( ﷺ ) قد ولاك مواليك فتحكم فيهم.
فقال سعد عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم ما حكمت.
قالوا : نعم قال وعلى من ها هنا في الناحية التي فيها رسول الله ( ﷺ )، وهو معرض عن رسول الله ( ﷺ ) إجلالاً له فقال رسول الله ( ﷺ ) ( نعم.
قال سعد : فاني أحكم فيهم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء.
فقال رسول الله ( ﷺ ) لسعد ) لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ( ثم استنزلوا فحبسهم رسول الله ( ﷺ ) في دار بنت الحارث من نساء بني النجار ثم خرج رسول الله ( ﷺ ) إلى سوق المدينة التي هي سوقها اليوم فخندق بها خنادق ثم بعث إليهم فضربت أعناقهم في تلك الخنادق يخرج بهم أرسالاً وفيهم عدو الله ورسوله حيي بن أخطب وكعب بن أسد رأس القوم وهم ستمائة أو سبعمائة والمكثر لهم يقول : كانوا بين الثمانمائة إلى التسعمائة وقد قالوا لكعب بن أسد وهم يذهب بهم إلى رسول الله ( ﷺ ) أرسالاً يا كعب ما ترى ما يصنع بنا قال أفي كل موطن لا تعقلون ألا ترون الداعي لا ينزع وأن من يذهب به منكم لا يرجع هو والله القتل فلم يزل ذلك الدأب حتى فرغ منهم النبي ( ﷺ ) وأتى بحيي بن أخطب عدو الله وعليه حلة تفاحية قد شققها عليه من كل ناحية كموضع الأنملة أنملة أنملة لئلا يسلبها مجموعة يداه إلى عنقه بحبل فلما نظر إلى رسول الله ( ﷺ ) قال والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل ثم أقبل على الناس فقال يا أيها الناس إنه لا بأس بأمر الله كتاب وقدر وملحمة كتبت على بني إسرائيل ثم جلس فضرب عنقه وروي عن عائشة قالت لم يقتل من نساء بني قريظة إلا امرأة واحدة قالت والله إنها لعندي تتحدث معي وتضحك ظهراً وبطناً ورسول الله صلى الله عليه سلم يقتل رجالهم بالسيف إذ هتف هاتف باسمها أين فلانة قالت أنا والله قلت ويلك مالك قالت أقتل قلت ولم قالت حدثا أحدثته قالت فانطلق بها فضرب عنقها وكانت عائشة تقول ما أنسى عجباً منها طيب نفس وكثرة ضحك وقد عرفت أنها تقتل قال الواقدي وكان اسم المرأة بنانة امرأة الحكم القرظي وكانت قتلت خلاد بن سويد قال وكان