صفحة رقم ٢٥٧
عمر بن عبد العزيز وابن أبي ليلى وسفيان والشافعي وأصحاب الرأي إلا أن عند أصحاب الرأي يقع طلقة بائنة إذا اختارت نفسها وعند الآخرين رجعية وقال زيد بن ثابت : إذا اختارت الزوج يقع طلقة واحدة وإذا اختارت نفسها فثلاث وهو قول الحسن به قال مالك.
وروي عن علي أنها إذا اختارت زوجها يقع طلقة واحدة، وإذا اختارت نفسها فطلقة بائنة وأكثر العلماء على أنها إذا اختارت زوجها لا شيء
( ق ) عن مسروق قال : ما أبالي خيرت امرأتي واحدة أو مائة أو الفاً بعد أن تختارني، ولقد سألت عائشة رضي الله عنها، فقالت خيرنا رسول الله ( ﷺ ) فما كان طلاقاً وفي رواية فاخترناه فلم يعد ذلك شيئاً.
الأحزاب :( ٣٠ - ٣٢ ) يا نساء النبي...
" يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا " ( قوله تعالى :( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة ( أي بمعصية ظاهرة قيل : هو كقوله ) لئن أشركت ليحبطن عملك ( " أي لأن منهن من أتت بفاحشة، فإن الله تعالى صان أزواج الأنبياء عن الفاحشة وقال ابن عباس المراد بالفاحشة النشوز وسوء الخلق ) يضاعف لها العذاب ضعفين ( أي مثلين وسبب تضعيف العقوبة، لهن لشرفهن كتضعيف عقوبة الحرة على الأمة وذلك لأن نسبة النبي ( ﷺ ) إلى غيره من الرجال كنسبة الحرة إلى الأمة ) وكان ذلك على الله يسيراً ( أي عذابها ) ومن يقنت منكن لله ورسوله ( أي تطع الله ورسوله ) وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين ( أي مثلي أجر غيرها قيل : الحسنة بعشرين حسنة وتضعيف ثوابهن لرفع منزلتهن وفيه إشارة إلى أنهن أشرف نساء العالمين ) وأعتدنا لها رزقاً كريماً ( أي الجنة.
قوله تعالى ) يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ( قال ابن عباس : يريد ليس قدركن عندي مثل قدر غيركن من النساء الصالحات، أنتن أكرم علي وثوابكن أعظم لدي ) إن اتقيتن ( أي الله فأطعتنه فإن الأكرم عند الله هو الأتقى ) فلا تخضعن بالقول ( أي لا تلن بالقول للرجال ولا ترققن الكلام