صفحة رقم ٢٧٢
رسول الله صلى الله عليه سلم
( ق ) عن أنس بن مالك : أنه كان ابن عشر سنين مقدم النبي ( ﷺ ) المدينة، قال فكانت أم هانىء تواظبني على خدمة رسول الله ( ﷺ )، فخدمته عشر سنين وتوفي رسول الله ( ﷺ ) وأنا ابن عشرين سنة، وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل، وكان أول ما نزل في مبتنى رسول الله ( ﷺ ) بزينب بنت جحش حين أصبح النبي ( ﷺ ) بها عروساً فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا، وبقي رهط عند النبي ( ﷺ ) فأطالوا المكث فقام النبي ( ﷺ ) فخرج وخرجت معه لكي يخرجوا فمشى النبي ( ﷺ ) ومشيت معه حتى جاء عتبة حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا، فرجع ورجعت معه حتى إذا دخل على زينب فإذا هم جلوس ولم يقوموا فرجع النبي ( ﷺ ) ورجعت، حتى إذا بلغ عتبة حجرة عائشة، وظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم قد خرجوا فضرب النبي ( ﷺ ) بيني وبينه بالستر وأنزل الحجاب زاد في رواية قال دخل يعني النبي ( ﷺ ) البيت وأرخى الستر، وإني لفي الحجرة وهو يقول ) يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ( إلى قوله ) والله لا يستحيي من الحق (
( ق ) عن عائشة ( أن أزواج النبي ( ﷺ ) كن يخرجن بالليل، إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح، وكان عمر رضي الله عنه يقول للنبي ( ﷺ )، احجب نساءك فلم يكن رسول الله ( ﷺ ) يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ( ﷺ ) ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فنادها عمر ألا قد عرفناك يا سودة حرصاً على أن ينزل الحجاب فأنزل الله الحجاب ) المناصع المواضع الخالية، لقضاء الحاجة من البول أو الغائط والصعيد وجه الأرض والأفيح الواسع
( ق )، عن أنس وابن عمر أن عمر قال ( وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزل ) واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ( " وقلت : يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت الآية الحجاب واجتمع نساء النبي ( ﷺ ) في الغيرة فقلت عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك.
وقال ابن عباس : إنها نزلت في ناس من المسلمين كانوا يتحينون طعام رسول الله ( ﷺ ) فيدخلون عليه قبل الطعام قبل أن يدرك ثم يأكلون، ولا يخرجون وكان رسول الله ( ﷺ ) يتأذى بهم، فنزلت الآية ) يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ( يعني إلا أن تدعوا ) إلى طعام ( فيؤذن لكم فتأكلون ) غير ناظرين إناه ( يعني منتظرين نضجه ووقت