صفحة رقم ٢٧٦
عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( يقول الله عز وجل كذبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته وأما شتمه إياي، فقوله اتخذ ولداً وأنا الأحد الصمد لم يلد، ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد )
( ق ) عن أبي هريرة عن النبي ( ﷺ ) قال :( قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي أقلب الليل والنهار ) معنى هذا الحديث : أنه كان من عادة العرب في الجاهلية أن يذموا الدهر ويسبوه عند النوازل، لاعتقادهم أن الذي يصيبهم من أفعال الدهر فقال الله تعالى أنا الدهر أي أنا الذي أحل بهم النوازل، وأنا فاعل لذلك الذي تنسبونه إلى الدهر في زعمكم، وقيل معنى يؤذون الله يلحدون في أسمائه وصفاته وقيل : هم أصحاب التصاوير
( ق ) عن أبي هريرة قال سمعت النبي ( ﷺ ).
يقول ( قال الله عز وجل ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة وليخلقوا حبة أو شعيرة ) وقيل : يؤذون الله أي يؤذون أولياء الله، كما روي عن النبي ( ﷺ ) قال ( قال الله تعالى من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) وقال تعالى :( من أهان ولياً فقد بارزني بالمحاربة ) ومعنى الأذى هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب المعاصي، ذكر ذلك على ما يتعارفه الناس بينهم لأن الله تعالى منزه عن أن يلحقه أذى من أحد، وأما إيذاء الرسول فقال ابن عباس هو أنه شج وجهه وكسرت رباعيته وقيل ساحر شاعر معلم مجنون ) والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ( أي من غير أن عملوا ما أوجب أذاهم وقيل يقعون فيهم ويرمونهم بغير جرم ) فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ( قيل إنها نزلت في علي بن أبي طالب كانوا يؤذونه، ويشتمونه وقيل نزلت في شأن عائشة وقيل نزلت في الزناة الذين يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء، إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن فيتبعون المرأة فإن سكتت تبعوها، وإن زجرتهم انتهوا عنها ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء ولكن كانوا لا يعرفون الحرة من الأمة لأن زي الكل كان واحداً تخرج الحرة والأمة في درع وخمار فشكوا ذلك إلى أزواجهن، فذكروا ذلك لرسول الله ( ﷺ ) فنزلت ) والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات ( الآية، ثم نهى الحرائر أن يتشبهن بالإماء، فقال تعالى، ) يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين (.
أن يرخين ويغطين ) عليهن من جلابيبهن ( جمع جلباب وهو الملاءة التي


الصفحة التالية
Icon