صفحة رقم ٢٩٢
أحمرهم وأسودهم عربيهم وعجميهم وقيل الرسالة عامة لهم لأنها إذا شملتهم فقد كفتهم أن يخرج منها أحد
( ق ) عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهور، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) في الحديث بيان الفضائل التي خص الله بها نبينا محمد ( ﷺ ) دون سائر الأنبياء، وأن هذه الخمسة لم تكن لأحد ممن كان قبله من الأنبياء، وفيه اختصاصه بالرسالة العامة لكافة الخلق الإنس والجن وكان النبي قبله يبعث إلى قومه أو إلى أهل بلده فعمت رسالة نبينا صلى الله عليه سلم، جميع الخلق وهذه درجة خص بها دون سائر الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، وقيل في المعنى كافة أي كافأتكفهم عما هم عليه من الكفر فتكون الهاء للمبالغة ) بشيراً ( أي لمن آمن بالجنة ) ونذيراً ( أي لمن كفر بالنار ) ولكن أكثر الناس لا يعلمون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ( يعني يوم القيامة ) قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون ساعة ولا تستقدمون ( معناه لا تتقدمون على يوم القيامة وقيل : عن يوم الموت ولا تتأخرون عنه بأن يزاد في آجالهم أو ينقص منها ) وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ( يعني التوراة والإنجيل ) ولو ترى ( أي يا محمد ) إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول ( معناه ولو ترى في الآخرة موقفهم وهم يتجاذبون أطراف المحاورة ويتراجعونها بينهم لرأيت العجب ) يقول الذين استضعفوا ( وهم الأتباع ) للذين استكبروا ( وهو القادة والأشراف ) لولا أنتم لكنا مؤمنين ( يعني أنتم منعتمونا عن الإيمان بالله ورسوله.
سبأ :( ٣٢ - ٣٩ ) قال الذين استكبروا...
" قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " ( ) قال الذين استكبروا ( أي أجاب المتبوعون في الكفر ) للذين استضعفوا أنحن صددناكم ( أي منعناكم ) عن الهدى ( أي عن الإيمان ) بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ( أي بترك الإيمان ) وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار ( أي مكركم بنا في الليل والنهار وقيل مكر الليل والنهار هو طول السلام في الدنيا وطول الأمل فيها ) إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً ( أي هو قول القادة للأتباع إن ديننا الحق وإن محمد كذاب ساحر وهذا تنبيه للكفار أن تصير طاعة بعضهم لبعض في الدنيا سبب عداوتهم في الآخرة ) وأسروا الندامة ( أي أظهروها وقيل : أخفوها وهو من الأضداد ) لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا ( أي في النار الأتباع والمتبوعين جميعاً ) هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ( أي من الكفر والمعاصي في الدنيا.
قوله عز وجل ) وما أرسلنا


الصفحة التالية
Icon