صفحة رقم ٢٩٧
ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم " ( قوله عز وجل ) الحمد لله فاطر السموات والأرض ( أي خالقهما ومبدعهما على غير مثال سبق ) جاعل الملائكة رسلاً ( أي إلى الأنبياء ) أولي أجنحة ( أي ذوي أجنحة ) مثنى وثلاث ورباع ( أي بعضهم له جناحان وبعضهم له ثلاثة أجنحة وبعضهم له أربعة ) يزيد في الخلق ما يشاء ( أي يزيد في خلق الأجنحة ما يشاء.
قال عبد الله بن مسعود في قوله ) لقد رأى من آيات ربه الكبرى ( " قال رأى جبريل في صورته له ستمائة جناح، وقيل في قوله ) يزيد في الخلق ما يشاء ( هو حسن الصوت وقيل حسن الخلق وتمامه وقيل هو الملاحة في العينين وقيل هو العقل والتمييز ) إن الله على كل شيء قدير ( أي مما يريد أن يخلقه.
قوله تعالى ) ما يفتح الله للناس من رحمة ( قيل المطر وقيل من خير ورزق ) فلا ممسك لها ( أي لا يستطيع أحد حبسها ) وما يمسك فلا مرسل له من بعده ( أي لا يقدر أحد على فتح ما أمسك ) وهو العزيز ( يعني فيما أمسك ) الحكيم ( أي فيما أرسل ( م ) عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله ( ﷺ ) كان يقول في دبر كل صلاة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) والجد الغنى والبخت أي لا ينفع المبخوت والغني حظه وغناه لأنهما منك إنما ينفعه الإخلاص والعمل بطاعتك.
فاطر :( ٣ - ١٠ ) يا أيها الناس...
" يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور " ( قوله عز وجل :( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ( قيل الخطاب لأهل مكة ونعمة الله عليهم إسكانهم الحرم ومنع الغارات عنهم ) هل من خالق غير الله ( أي لا خالق إلا الله وهو استفهام تقرير وتوبيخ ) يرزقكم من السماء ( أي المطر ) والأرض ( أي النبات ) لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ( أي من أين يقع لكم الإفك والتكذيب بتوحيد الله وإنكار البعث وأنتم مقرون بأن الله خالقكم ورازقكم ) وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك ( يعزي نبيه ( ﷺ ) ) وإلى الله ترجع الأمور ( أي فجزي المكذب من الكفار بتكذيبه.
قوله تعالى ) يا أيها الناس إن وعد الله حق ( أي وعد القيامة ) فلا تغرنكم الحياة الدنيا ( أي لا تخد عنكم بلذاتها وما فيها عن عمل الآخرة وطلب ما عند الله ) ولا يغرنكم بالله الغرور ( أي لا يقل لكم اعملوا ما شئتم فان الله يغفر كل ذنب وخطيئة ثم بين الغرور من هو فقال تعالى ) إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ( أي عادوه بطاعة الله ولا تطيعوه فيما يأمركم به من الكفر والمعاصي ) إنما يدعوا حزبه ( أي أشياعه وأولياءه ) ليكونوا من أصحاب السعير ( ثم بين حال موافقيه ومخالفته فقال تعالى ) الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير (.
قوله عز وجل ) أفمن زين له سوء عمله ( قال ابن عباس نزلت في أبي جهل ومشركي مكة وقيل نزلت في أصحاب الأهواء والبدع ومنه الخوارج الذي يستحلون دماء المسلمين وأموالهم وليس أصحاب الكبائر من الذنوب منهم لأنهم لا يستحلونها ويعتقدون تحريمها مع ارتكابهم إياها ومعنى زين له شبه له وموه عليه قبيح عمله ) فرآه حسناً ( وفي الآية حذف مجازه أفمن زين له سوء عمله فرأي الباطل