صفحة رقم ٣٠٠
يكون في البحر المالح عيون عذبة فتمتزج بالملح فيكون اللؤلؤ منهما ) وترى الفلك فيه مواخر ( يعني جواري مقبلة ومدبرة بريح واحدة ) لتبتغوا من فضله ( يعني بالتجارة ) ولعلكم تشكرون ( يعني تشكرون الله على نعمه ) يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ( يعني الأصنام ) ما يملكون من قطمير ( هو لفافة النواة وهي القشرة الرقيقة التي تكون على النواة ) إن تدعوهم ( يعني الأصنام ) لا يسمعوا دعاءكم ( يعني أنهم جماد ) ولو سمعوا ( أي على سبيل الفرض والتمثيل ) ما استجابوا لكم ( أي ما أجابوكم وقيل ما نفعوكم ) يوم القيامة يكفرون بشرككم ( أي يتبرؤون منكم ومن عبادتكم إياها ) ولا ينبئك مثل خبير ( يعني نفسه أي لا ينبئك أحد مثلي لأني عالم بالأشياء قوله تعالى ) يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ( يعني إلى فضله وإحسانه والفقير المحتاج إلى من سواه والخلق كلهم محتاجون إلى الله فهم الفقراء ) والله هو الغني ( عن خلقه لا يحتاج إليهم ) الحميد ( يعني المحمود في إحسانه إليهم المستحق بإنعامه عليهم أن يحمدوه ) إن يشأ يذهبكم ( لاتخاذكم أنداداً وكفركم بآياته ) ويأت بخلق جديد ( يعني يخلق بعدكم من يعبده ولا يشرك به شيئاً ) وما ذلك على الله بعزيز ( أي يمتنع ) ولا تز وازرة وزر أخرى ( يعني أن كل نفس يوم القيامة لا تحمل إلا وزرها الي اقترفته لا تؤاخذ بذنب غيرها فان قلت كيف الجمع بين هذه الآية وبين قوله وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم.
قلت هذه الآية في الضالين وتلك في المضلين أنهم يحملون أثقال من أضلوه من الناس مع أثقال أنفسهم وذلك كله من كسبهم ) وإن تدع مثقلة إلى حملها ( معناه وإن تدع نفس مثقلة بذنوبها إلى حمل ذنوب غيرها ) ولا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ( يعني ولو كان المدعو ذا قرابة كالأب والأم والابن والأخ قال ابن عباس يعلق الأب والأم بالابن فيقول يا بني احمل عني بعض ذنوبي فيقول لا أستطيع حسبي ما علي ) إنما تنذر الذي يخشون ربهم بالغيب ( يعني يخافون ربهم ) بالغيب ( يعني لم يروه والمعنى وإنما ينفع إنذارك الذين يخشون ربهم بالغيب ) وأقاموا الصلاة ومن تزكى ( يعني أصلح وعمل خيراً ) فانما يتزكى لنفسه ( يعني لها ثوابه ) وإلى الله المصير وما يستوي الأعمى والبصير ( يعني الجاهل والعالم وقيل الأعمى عن الهدى وهو الشرك والبصير بالهدى وهو المؤمن.
فاطر :( ٢٠ - ٣٢ ) ولا الظلمات ولا...
" ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا من ما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير " ( ) ولا الظلمات ولا النور ( يعني الكفر والإيمان ) ولا الظل ولا الحرور ( يعني الجنة والنار وقال ابن عباس : الحرور الريح الحارة بالليل والسموم بالنهار ) وما يستوي الأحياء ولا الأموات ( يعني المؤمنين والكفار وقيل