صفحة رقم ٤٣
منه من أراده بسوء ) إن كنتم تعلمون ( أي فأجيبوا.
المؤمنون :( ٨٩ - ١٠١ ) سيقولون لله قل...
" سيقولون لله قل فأنى تسحرون بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " ( ) سيقولون لله قل فأنى تسحرون ( أي فأنّى تخدعون وتصرفون عن توحيده وطاعته وكيف يخيل لكم الحق باطلاً ) بل أتيناهم بالحق ( أي بالصدق ) وإنهم لكاذبون ( أي فيما يدعون من الشريك والولد ) ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ( أي من شريك ) إذاً لذهب كل إله بما خلق ( أي لانفرد كل واحد من الآلهة بخلقه الذي خلقه ولم يرض أن يضاف خلقه وإنعامه إلى غيره ومنع كل إله الآخر عن الاستيلاء على ما خلقه هو ) ولعلا بعضهم على بعض ( أي طلب بعضه مغالبة بعض كفعل ملوك الدنيا فيما بينهم وإذا كان كذلك فاعلموا أنه إله واحد بيده ملكوت كل شيء ويقدر على كل شيء ثم نزه نفسه تعالى فقال ) سبحان الله عمّا يصفون ( أي من إثبات الولد والشريك ) عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ( أي تعظم من أن يوصف بما لا يليق به.
قوله عزّ وجلّ ) قل رب ( أي يا رب ) إما تريني ما يوعدون ( أي ما وعدتهم من العذاب ) رب ( أي يا رب ) فلا تجعلني في القوم الظالمين ( أي تهلكني بهلاكهم ) وإنا على أن نريك ما نعدهم ( أي من العذاب ) لقادرون ادفع بالتي هي أحسن ( يعني بالخلة التي هي أحسن وهي الصفح والإعراض والصبر ) السيئة ( يعني أذاهم أمر بالصبر على أذى المشركين والكف عن المقاتلة ثم نسخها الله بآية السيف ) نحن أعلم بما يصفون ( أي يكذبون ويقولون من الشرك.
قوله عزّ وجلّ ) وقل رب أعوذ بك ( أي أمتنع وأعتصم بك ) من همزات الشياطين ( قال ابن عباس نزغاتهم وقيل وساوسهم وقيل نفخهم ونفثهم وقيل دفعهم بالإغواء إلى المعاصي ) وأعوذ بك رب أن يحضرون ( أي من شيء من أموري وإنما ذكر الحضور لأن الشيطان إذا حضره يوسوس له عن جبير بن مطعم أنه رأى النبيّ ( ﷺ ) يصلي صلاة قال عمر ولا أدري أي صلاة هي قال :( الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً ثلاثاً وسبحان الله بكرة وأصيلاً ثلاثاً أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه.
قال نفثه الشعر ونفخه الكبر وهمزه الموتة ) أخرجه أبو داود وقد جاء تفسير هذه الألفاظ في متن الحديث وتزيده إيضاحاً قوله نفثه الشعر أي لأن الشعر تخرج من القلب فيلفظ به اللسان وينفثه كما ينفث الريق.
قوله ونفخه الكبر وذلك أن المتكبر ينتفخ ويتعاظم ويجمع نفسه فيحتاج إلى أن ينفخ.
وقوله وهمزه الموتة الموتة الجنون لأنه المجنون ينخسه الشيطان ثم أخبر الله عزّ وجلّ أن هؤلاء الكفار الذين ينكرون البعث يسألون الرجعة إلى الدنيا عند معاينة الموت فقال تعالى ) حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ( قيل