صفحة رقم ٤٧
سورة النور
تفسير سورة النور وهي مدنية وهي اثنتان وقيل أربع وستون آية
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
النور :( ١ ) سورة أنزلناها وفرضناها...
" سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون " ( قوله عزّ وجلّ ) سورة أنزلناها وفرضناها ( أي أوجبنا ما فيها من الأحكام وألزمناكم العمل بها وقيل معناه قدرنا ما فيها من الحدود وقيل أوجبناها عليكم وعلى من بعدكم، إلى قيام الساعة ) وأنزلنا فيها آيات بينات ( أي واضحات ) لعلكم تذكرون ( يعني تتعظون.
النور :( ٢ - ٣ ) الزانية والزاني فاجلدوا...
" الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين " ( قوله تعالى :( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ( الزنا هو من الكبائر وموجب للحد وهو إيلاج فرج في فرج مشتهى طبعاً محرم شرعاً.
والشروط المعتبرة في وجوب الحد العقل والبلوغ ويشترط الإحصان في الرجم ويجب على العبد والأمة نصف الحد ولا رجم عليهما لأنه لا يتنصف وقوله فاجلدوا أي فاضربوا يقال جلده إذا ضرب جلده ولا يضرب بحيث يبلغ اللحم كل واحد منهما أي الزانية والزاني مائة جلدة.
وقد وردت السنة بجلد مائة وتغريب عام وبه قال الشافعي وقال أبو حنيفة التغريب إلى رأي الإمام وقال مالك يجلد الرجل مائة جلدة ويغرب وتجلد المرأة ولا تغرب وإن كان الزاني محصناً فعليه الرحم ) ولا تأخذكم بهما رأفة ( أي رحمة ورقة فتعطلوا الحدود ولا تقيموها.
وهذا قول مجاهد وعكرمة وعطاء وسعيد بن جبير والنخعي الشعبي وقيل معنى الرأفة أن تحفظوا الضرب بل أوجعوهما ضرباً وهو قول سعيد بن المسيب والحسن.
قال الزهري يجتهد في حد الزنا والفرية أي القذف ويخفف في حد الشرب وقيل يجتهد في حد الزنا ويخفف دون ذلك في حد الفرية دون ذلك في حد الشرب ) في دين الله ( أي في حكم الله.
وروي أن عبد الله بن عمر جلد جارية له زنت فقال للجلاد اضرب ظهرها ورجليها فقال له ابنه ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله فقال يا بني إن الله لم يأمرني بقتلها وقد ضربت فأوجعت ) إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ( معناه أن المؤمن لا تأخذه الرأفة إذا جاء أمر الله وقيل هو من باب التهييح، والتهاب التغضب لله تعالى ولدينه ومعناه إن كنتم تؤمنون فلا تتركوا إقامة الحدود ) وليشهد ( يعني وليحضر ) عذابهما ( أي حدهما إذا أقيم عليهما ) طائفة ( يعني نفر ) من المؤمنين ( قيل أقله رجل واحد فصاعداً وقيل رجلان وقيل ثلاثة وقيل


الصفحة التالية
Icon