صفحة رقم ٦٣
يجب زجره.
قوله تعالى ) لولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم ( معناه لولا أني قضيت أن أتفضل عليكم في الدنيا بضروب النعم التي من جملتها الإمهال للتوبة وأن أترحم عليكم في الآخرة بالعفو والمغفرة لعاجلتكم بالعقاب على ما خضتم به من حديث الإفك والخطاب للقذفة وهذا الفضل هو تأخير العذاب وقبول التوبة ممن تاب ) إذ تلقونه بألسنتكم ( أي يرويه بعضكم عن بعض وذلك أن الرجل منهم يلقى الرجل فيقول بلغني كذا وكذا فيتلقونه تلقياً يلقيه بعضهم إلى بعض ) وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم ( أي من غير أن تعلموا أنه حق ) وتحسبوه هيناً ( أي وتظنون أنه سهل لا إثم فيه ) وهو عند الله عظيم ( أي في الزور ) ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك ( قيل هو للتعجب وقيل هو للتنزيه ) هذا بهتان عظيم ( أي كذب عظيم يبهت ويحير منه عظمه.
روي أن أم أيوب الأنصاري قالت لأبي أيوب الأنصاري : ما بلغك ما يقول الناس في عائشة فقال : سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت الآية على وفق قوله ) يعظكم الله ( قال ابن عباس يحرم الله عليكم وقيل ينهاكم الله ) أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات ( أي في الأمر والنهي ) والله عليم ( أي بأمر عائشة وصفوان ) حكيم ( أي حكم ببراءتهما.
قوله عزّ وجلّ ) إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة ( أي يظهر الزنا ويذيع ) في الذين آمنوا ( قيل الآية مخصوصة بمن قذف عائشة والمراد بالذين آمنوا جميع المؤمنين ) لهم عذاب أليم في الدنيا ( يعني الحد والذم على فعله ) والآخرة ( أي وفي الآخرة لهم النار ) والله يعلم ( أي كذبهم وبراءة عائشة وما خاضوا فيه من سخط الله ) وأنتم لا تعلمون ( وقيل معناه يعلم ما في قلب من يحب أن تشيع الفاحشة فيجازيه على ذلك وأنتم لا تعلمون ذلك ) ولولا فضل الله عليكم ورحمته ( يعني لولا إنعامه عليكم لعاجلكم بالعقوبة قال ابن عباس يريد مسطحاً وحسان بن ثابت وحمنة ) وأن الله رؤوف رحيم (.
قوله تعالى :
) يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ( يعني آثاره ومسالكه ) ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ( يعني بالقبائح من الأقوال